ماذا لو لم يعلن الحكم باكير عن ركلة الجزاء الثانية للإفريقي؟ وماذا لو لم يهدر هجوم أمل حمّام سوسة تلك الفرص السهلة إحداها أمام شباك خالية؟ وكيف يلعب فريقٌ دفاعَ الخط (التسلل) بلاعبَي محور يخوضان أول لقاء لهما جنبا إلى جنب؟ لكل هذه التساؤلات التي رافقت أول ظهور للفريق تحت إشراف مراد محجوب يضاف استغراب من الجمهور ومن الملاحظين إزاء التناقض الكبير بين اختيارات المدرب الفنية والبشرية أثناء التحضيرات والمباريات الودية من ناحية وما أتاه يوم السبت في المنزه من ناحية ثانية. ومن هذه الملاحظات غياب البرازيلي غوشتافو وسيف الدين العكرمي وأنيس بن عمر وهشام السيفي والأربعة كانوا من أفضل لاعبي الفريق في الفترة الماضية بشهادة محجوب نفسه! والغريب أن من لعبوا في نفس مراكز هؤلاء اللاعبين الأربعة، وخصوصا مهدي مرياح وبلال العيفة ومحمد تراوري، كان مردودهم كارثيا بمعنى الكلمة بينما تدحرج مستوى المويهبي بين المتوسّط والضعيف. وكانت خطة التسلل، التي لم يتعوّد الإفريقي اللعب بها مع كل المدربين الذين تعاقبوا عليه في ال5 مواسم الماضية على الأقل، «نكتة» المباراة التي أذهلت الحاضرين في المنزه ومن تابعوا اللقاء على الشاشة ولا فائدة من الدخول في تفاصيل هذا الخطإ الفني الواضح (والفاضح) ونكتفي بالقول أن على محجوب والسلّيمي أن يحمدا الله أن الأمل عجز على تعديل النتيجة. وعموما، جاءت نسخة إفريقي ما بعد براتشي سيئة جدا ولم تقنع أحدا وألقت بظلال الشك على مستقبل الفريق المنظور ويبدو أنها ستفتح الباب لانتقادات كبرى للإطار الفني عند أول عثرة وكل هذا يلخصه ما قاله يوم السبت أحد أحباء الإفريقي كان متواجدا في منصة الصحفيين (طبعا) إذ تساءل بتهكّم واضح: «هل أن محجوب يدرب الإفريقي أم أمل حمّام سوسة؟!»