«سأحضر غدا لقاء المنستير لمناصرة الترجي ومباركة ارتقاء الاتحاد إلى مصاف كبار المتراهنين على الألقاب» لا أحد باستطاعته أن ينكر أنّ غيوما دكناء قد تلبّدت في السنتين الأخيرتين في سماء العلاقة الحميمية والمثالية التي كانت قائمة بين الترجي الرياضي والاتحاد المنستيري والتي بلغت درجة الامتياز مما جعلها تكون مضرب الأمثال لدى بقية الأندية. فماذا جرى حتى تمرّ هذه العلاقة من الصفاء إلى الكدر ومن الود والتآزر إلى الفتور... وفي كلمة واحدة من النقيض إلى النقيض؟؟ في الحقيقة ليس هناك من هو مؤهل أكثر من السيد سليم شيبوب للإجابة عن سؤالنا، وليس هناك أفضل منه للحديث عن علاقة الترجي بالاتحاد المنستيري... كيف كانت بالأمس وكيف أضحت اليوم وما هي آفاقها المستقبلية في ضوء ما جرى وفي ظل المعطيات المتوفرة عنده خصوصا وهو الذي عمل على توطيد هذه العلاقة باجراءات ملموسة ظلت تتدعم يوما بعد يوم وتتعزز أكثر فأكثر طوال فترة رئاسته للترجي.. فلنستمع إليه: حسرة وامتعاض سي سليم... هل تعترف أنّ العلاقة بين الترجي والاتحاد المنستيري قد تصدعت فعلا؟ * الجواب:... ولماذا تريدني أن أنكر، نعم لقد حصل التصدع، وتقبّلته شخصيا بحسرة وأسف وامتعاض.. لن نتنكّر لماضينا طيب سي سليم، لو تحدثنا عن خلفيات هذا التصدع؟ * الجواب: في كرة القدم كل شيء ممكن، وفي الموسم الماضي حين التقى الفريقان، كان الضغط مسلطا عليهما معا، فالترجي كان في وضعية غير مريحة، جعلته يعيش تحت وطأة ضغط شديد، في حين أنّ الاتحاد المنستيري الذي ارتقى إلى مصاف الكبار وأصبح في ثوب المتراهنين الجدّيين على الألقاب كان بدوره تحت وطأة الضغط، إنه ضغط النتائج.. وفي ظل ما أفرزه الضغط المسلط على الفريقين معا من توتر حدث ما حدث.. .. وهذا الذي حدث مازالت آثاره عالقة وقد لا تمحوها الأيام بسرعة... أليس كذلك سي سليم؟ * الجواب: بالعكس، فالذي حدث كان بين فريقين جمعت بينهما روابط متينة وأواصر أخوة وطيدة، لا يمكن أنّ تزول لمجرد لحظات غضب عابرة لن ننسى مزايا وانجازات الزعيم بورقيبة والشاذلي زويتن وصالح بن جنات .. وسيطرد سليم شيبوب قائلا: وإنني انتهز هذه الفرصة لأذكرّ الجماهير بأن العائلة الترجية لا يمكن لها أنّ تنسى أبدا الدهر المساهمة الفعّالة لأبناء المنستير بالذات في تشييد الصرح الشامخ للترجي ولعلّه يكفيني أنّ أذكر في هذا السياق وعلى سبيل المثال لا الحصر أسماء الزعيم الحبيب بورقيبة والدكتور الشاذلي زويتن والسيد صالح بن جنات، فلا أحد من الترجيين الأصيلين يسمح لنفسه بأن ينكر او يتنكّر لتاريخ ناديه ولرجالاته على مر العقود والسنين. صنت العلاقة وأثريت الرصيد البشري للاتحاد فعلا لا يجوز لأي كان أنّ ينكر ما ذكرت او يتنكر له.. ولكن ما هي الاضافة التي قدمها سليم شيبوب بالذات لعلاقة الترجي بالاتحاد المنستيري؟ * الجواب: أول ما فعلته أنني حرصت على صيانة العلاقة الضاربة في القدم بين الترجي الرياضي والاتحاد المنستيري، ثم سعيت إلى تعزيزها بالمرور بها إلى طور جديد ألا وهو طور الدعم باثراء الرصيد البشري للاتحاد بلاعبين قادرين على تقديم الاضافة بحيث أنني وضعت ضمن اولوياتي حين كنت أترأس الترجي السماح للمشرفين على اتحاد المنستير بانتقاء لاعبين وضمّهم إلى صفوف فريقهم بدون أدنى مقابل. ... والآن وكما ترون فقد أضحى الاتحاد المنستيري عتيدا بأتم ما في الكلمة من معنى إذ انه لم يتضرر من رحيل عديد اللاعبين الممتازين، بل ولم يعد في حاجة إلى الانتدابات طالما أنه أصبح يزخر بالمواهب الفذة. فريق شقيق وسيبقى كذلك طيب سي سليم.. والآن من موقعك الحالي كيف هي نظرتك للاتحاد المنستيري؟ * الجواب: نظرتي نحوه لم تتغير ولن تتغير أبدا فهو الفريق الشقيق، فريق الربوع العريقة التي أنجبت رجالا ساهموا بقسط كبير في بناء الصرح الشامخ للترجي وفي صنع أمجاده وتركوا بصماتهم في مسيرته البطولية... وأنا من طبعي وفيّ وأقدس الوفاء ولا أتنكر للجميل. متراهن عتيد على البطولة والكأس نفهم من هذا أن لك عطفا خاصا على الاتحاد المنستيري؟ * الجواب: نعم وهو كذلك، ولقد وعدت من قبل أن أذهب إلى المنستير خصيصا لمواكبة لقاءات الاتحاد وتشجيعه والوقوف سندا لمسيريه وابنائه، ولكن شاءت الظروف او على الأصح روزنامة الموسم أنّ أؤجل زياراتي تفاديا للأجواء غير الملائمة، خصوصا وأن الاتحاد أصبح من نخبة النخبة التي تتراهن بأحقية وجدارة على البطولة والكأس. .. وهل سنراك غدا في ملعب المنستير بمناسبة لقاء الاتحاد والترجي؟ * الجواب: طبعا.. طبعا! سأناصر الترجي وأبارك للاتحاد قفزته الجبّارة ... وكيف ستتفاعل مع اللقاء من منطلق حبك وعشقك للترجي وتعاطفك مع الاتحاد المنستيري؟ * الجواب: سأكون غدا في المنستير لمناصرة الترجي ولمباركة ارتقاء الاتحاد إلى مصاف كبار المتراهنين على الألقاب.. فمن البديهي أن قلبي سيخفق غدا للترجي ولكنني سأصفق ايضا للاتحاد المنستيري وسأبارك قفزته الجبارة وأحيي أبناءه الأفذاذ وأدعو بهذه المناسبة الى فتح صفحة جديدة تعيد العلاقة الحميمية الضاربة في القدم بين الترجي والاتحاد المنستيري الى صفائها.