عاد راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة المحظورة في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي إلى تونس أمس الاحد قادما من بريطانيا. واستقبل آلاف من المواطنين راشد الغنوشي في مطار قرطاج.وخاطب الغنوشي هؤلاء عبر مكبر الصوت قائلا أن دماء الشهداء هي التي حررتنا وجعلت آلافا من أبناء هذا الوطن يعودون إلى بلادهم وآخرين يخرجون من العزلة. وأضاف جئت وهذا حقي أن أعود الى وطني وأهلي بعد أكثر من 20 عاما.. لا أحلم شخصيا بمنصب في أي مستوى من المستويات وإنما أحلم بتونس حرة مزدهرة. وأفاد: «الإسلام ليس ملكا لحركة النهضة وأن الاسلام يزيد من حقوق النساء ولا ينقصها ويزيد من حقوق الرجال ولا ينقصها ويعطي كل ذي حق حقه». ومضى يقول: أنا أحيّي الشباب وسيدي بوزيد ومحمد البوعزيزي وأحيي كل مناطق البلاد المباركة التي شاركت في هذه الثورة العظيمة التي حررتنا من الاستبداد وجعلت علم تونس يرفرف في كل مكان... حتى إن بعض أهل المشرق يدعون اليوم ويقولون اللهم تونسنا واجعلنا قادرين على أن نصنع ثورة مثل ثورة تونس». وأضاف: «أيها الشعب واصل ثورتك وحافظ عليها وترجمها إلى عدل واحسان، ترجمها إلى ديمقراطية وعدالة وتوافق بين المناطق والجهات ترجموا دماء الشهداء إلى قوانين عادلة الطريق لا يزال طويلا فتضامنوا وتماسكوا لا يمكن للديمقراطية أن تتحقق إلا بوفاق وطني لا يمكن للتنمية أن تحدث إلا بعدل وديمقراطية». وتابع: «أنا أحيي في النهاية الجيش التونسي الوطني وأدعوه إلى أن يواصل دوره في حماية هذه الثورة المباركة وهذا الوطن العزيز». وختم يقول: «أنا واثق أن مستقبل تونس سيكون أفضل فتضامنوا وتوحدوا وكونوا يدا واحدة على الاستبداد وبقايا الاستبداد». وقد ردد المواطنون الذين كانوا في استقبال الغنوشي النشيد الوطني وعديد الشعارات من قبيل الشعب مسلم ولا يستسلم وحركتنا مستمرة والتجمع على برة وأوفياء أوفياء لدماء الشهداء. ولم يتمكن الغنوشي من الادلاء بتصريحات صحفية لعشرات من الاعلاميين والمراسلين الذين كانوا في انتظاره نتيجة حالة التدافع وعدم التنظيم التي أحاطت بعودته. ولوحظ غياب لقوات الامن وتواجد أشخاص بزي مدني يرتدون قبعات بيضاء قالوا إنهم من أتباع حركة النهضة وأن مهمتهم تنظيم صفوف المواطنين الذين عج بهم مطار قرطاج. ومنع هؤلاء الصحافيين من الاقتراب من الغنوشي. وقال أحدهم سيدي الشيخ لا يلمسه أحد. كما حصل التحام لم يتطور إلى تبادل للعنف بين عدد من أنصار حركة النهضة وأعداد قليلة من المواطنين الذين رفعوا لافتات مناهضة للاطروحات التي عرفت بها النهضة. ومن الشعارات التي حوتها هذه اللافتات نعم للفصل بين الدين والدولة ولا للتطرف وتونس لائكية ونعم للإسلام ولا لحكومة إسلامية.