محمد العروسي الهاني إن سحر هجرتنا إلى العالم الخارجي (الفضاء الإعلامي الالكتروني) وبحثنا طويلا عن الموقع الذي يحتضننا ويرعى مقالاتنا ويدعم أفكارنا وينشر أراءنا ومقالاتنا الجريئة والصادقة التي لم تجد الأذان الصاغية في بلادنا ولم تحظ بالدعم والنشر والقبول وذلك طبقا لتعليمات صارمة أعطاها من كان يتحكم في الاعلام وقد نصب على كل أجهزة الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب كل من يسمع كلامه وينفذ تعليماته ويمنع كل كاتب نزيه أو صوت أو قلم جريء أو فكر نير يساهم أو يحاور أو يشارك في منابر الحوار أو يكتب في الصحف المقموعة والمحكوم فيها والمنصب عليها أشخاصا معينين ومزكين من طرف الرئيس المخلوع ومن مهندس الخراب الإعلامي عبد الوهاب عبد الله. وهذا الأخير هو الذي يدعم ويقترح تسمية الاشخاص في وزارة الاعلام وفي التلفزة والاذاعة الوطنية وكل الاذاعات الجهوية وإذاعة الشباب والاذاعة الثقافية وحتى إذاعة الموازييك ويختار المديرين العامين ورؤساء التحرير أو يرضى على تسميتهم على شرط أنهم يكونون مطاعين لأوامره. وفعلا في ظرف 23 سنة كاملة أمكن له أن يتحكم في كل وسائل الاعلام العام والخاص وكل مسؤول إعلامي يعمل حسبما يراه عبد الوهاب عبد الله من تعتيم وكبت إعلامي ومدح مفرط وإقصاء للشرفاء والاقلام الطاهرة والجريئة والافكار النيرة التي سعت منذ أعوام لتقول كلمتها بحرية لكن الاقصاء كان هو السائد البارز والتهميش والرقابة المسلطة على الاحرار الذين حرموا من التعبير في وسائل الاعلام التونسية بتعليمات مشددة من طرف مهندس الاعلام الفاسد الذي وجد الارضية والاشخاص الذين دعموه وساندوه وتعاونوا معه وعملوا على تنفيذ مخططه الجهنمي بدعم من الرئيس المخلوع الذي أعطاه كل النفوذ وأصبح وزير الاعلام مجرد صورة أو دمية تتحرك بأوامر الناطق الرسمي باسم الاعلام تحت الطاولة الشيء الذي جعلنا نهجر بلادنا لمدة أعوام ونحلق في فضاء الاعلام الخارجي وما كتبته في موقع تونس نيوز مدة خمسة أعوام ونصف ويفوق 10 مرات ما كتبته في تونس طيلة 40 عاما. واليوم هؤلاء الأشخاص الذين كانوا بالمرصاد لمقالاتي وكتاباتي هم اليوم يكتبون ويعبرون بأقلامهم عن الوضع الذي وصلت إليه البلاد سابقا وكأنهم لم يساهموا في تعفين الاعلام وكبت الأقلام وتكميم الأفواه وبعضهم لحد اليوم لم يتحرر من الخوف والوهم ومازال يتقيد بتعليمات الفار المخلوع واذنا به ومهندسهم المختفي وأخيرا نسأل هؤلاء البقايا في التلفزة والاذاعة والصحف المبتورة هل كتبتم حرفا واحدا حول الفساد وحول العفو التشريعي العام وحول التجاوزات والمظالم وحول عدم احترام القانون وحول الاكتاف والرشوة والتبذير وحول استغلال النفوذ وحول بناء القصور وحول أموال البنوك أين ذهبت؟؟؟ واليوم بعضهم مازال لحد كتابة هذا المقال رقم 921 مرعبا من عبد الوهاب عبد الله، وبعضهم إلى اليوم لم يتجرأ على نشر مقال من مقالاتي فلماذا هذا الخوف والرعب؟؟؟ أتمنى مزيد التفكير في إعادة ترتيب البيت وتنظيف الساحة الإعلامية من الدخلاء والمادحين والمنافقين وملاحقتهم لأنهم شتموا الأحرار والشرفاء. وفي خاتمة هذا المقال أقول بصراحة أن الإشارة التي قالها الأخ محمد جغام وزير الداخلية السابق في عهد الرئيس الفار والمخلوع ان الاستجواب الذي صرح به الصحفي اليوم مبتور وغير دقيق رغم احترامي للأخ محمد جغام حيث أكد أن التراكمات لها خمسون سنة وأراد بهذا الجواب أن يعطي مبررات لحكم الرئيس المخلوع ويحشر معه حكم الزعيم الحبيب بورقيبة الذي في عهده قضى على الرشوة والفساد والمخدرات والسرقة واستغلال أموال الشعب التونسي ونسى الأخ جغام أن بورقيبة عندما غدره بن علي يوم 7 نوفمبر 1987 وقام بانقلاب عليه لم يطالب الشعب من الزعيم أن يحاكم لأنه نهب أموال الشعب لأن الشعب التونسي والشباب الواعي والناضج يدرك أن الحبيب بورقيبة نظيف ولم يترك بعد وفاته حجرة ولا شجرة ولا دولار في الخارج وكذلك ابنه الوحيد رحمهما الله وهذا يشهد به القاصي والداني. لذا على الأخ محمد جغام أن يعتذر للشعب على هذا التصريح الذي أراد به مقارنة حكم الزعيم بحكم السارق والناهب لثروة الشعب التونسي الذي يطالب باسترجاعها ومحاكمة الرئيس المخلوع ورحم الله بورقيبة النظيف.