«لم أتعود على ركوب الاحداث...ولن أركب على «ظهر» هذه الثورة المباركة» هذه العبارات عكست المرارة التي يشعر بها المنجي العوني منذ نجاح الثورة الشعبية من جراء لهث أغلب الفنانين للركوب على الثورة إما لتلميع صورهم ومغالطة الراي العام بعد ان مثلوا طويلا بوق دعاية لنظام الرئيس المخلوع أو سعيا الى تحقيق شهرة كاذبة ومزيفة . ورغم سياسة الاستبداد وتكميم الافواه سواء في العهد البورقيبي أو في العهد البائد فانه التزم بالنقد الهادف مما كلفه الزج به في السجون في أكثر من مناسبة وهو ما اكده بقوله: «في الكاساتات أو المسرحيات لم احد عن منهجي او اتخلى عن رسالتي مما كلفني ثمنا باهضا . فقد سجنني النظام المستبد سنة 1981 لمدة ثلاثة اشهر بسبب مسرحية «الفرجة» بتهمة ثلب الرئيس وخرق قوانين البلاد كما تم توقيفي سنة 1982 لمدة ثلاثة ايام بسبب اغنية «بنديري ..بنديري» .ولعل البعض لا يعلم اني حوكمت سنة 1986 بسبب سكاتش «مسمار مصدد» الذي بث مباشرة وقتها في التلفزة التونسية .ورغم كل محاولاتي لمواصلتي نفس النهج في العهد البائد فانهم اغلقوا في وجهي كل الابواب سواء في التلفزة او غيرها واتبع معي نظام الرئيس المخلوع سياسة التجويع .ولاشك ان ثورة الحرية والكرامة فتحت امامنا اليوم كل ابواب الابداع بحرية « ولئن كشف العوني انه شرع منذ فترة في تحضير أكثر من عمل تلفزي كوميدي فانه أكد انه اتصل بادارة التلفزة على أمل عودته الى الشاشة بمشروع كوميدي .ورغم عدم اتضاح الرؤية للظروف الاستثنائية التي تمر بها مؤسسة التلفزة التونسية فانه ينتظر فرصة تمكنه من تقديم أعمال تتماشى مع روح الثورة بأسلوب نقدي ساخر وطريف .