علمت "الصباح" أن المضربين عن الطعام من بين المعتصمين بساحة الشهداء بالقصرين من خريجي الجامعات المعطلين عن العمل بالجهة، قرروا تعليق اضراب الجوع بداية من يوم أمس، تجاوبا مع الرسائل المقدمة من وزير التنمية الجهوية عبر القناة الوطنية والتي اعتبروها إيجابية وتصب في جزء كبير منها في خانة مطالبهم المرفوعة حول التشغيل والتنمية. وبين توفيق العمري أحد المشاركين في اضراب الجوع منذ يوم 29 مارس الفارط أن تعليق اضراب الجوع -مع مواصلة الاعتصام إلى حين بداية تنفيذ القرارات المعلن عنها- جاء بعد قرارات الحكومة والنية الطيبة باتجاه الالتفات إلى المطالب الملحة في التشغيل والتنمية بولاية القصرين.
بوادر ورسائل إيجابية
ويضيف توفيق أن حديث وزير التنمية الجهوية أمس في ملف الأسبوع عبر القناة الوطنية حمل بوادر تجاوب مع مطالب المعتصمين أولا من خلال القطع مع التعتيم الاعلامي الذي ظل يمارس على الجهة حتى بعد الثورة والتوجه جديا لبسط مشاغل التنمية والتشغيل في ولاية أثبتت كل المؤشرات والاحصائيات الرسمية وغير الرسمية أنها في أسفل سلم التنمية بجميع المقاييس وفي كل المجالات ومن حقها اليوم أن تجد تجاوبا اعلاميا ورسميا يقطع مع سياسة تزييف الحقائق والتعتيم عنها . وثانيا من خلال التفسير الذي قدمه وزير التنمية حول برامج الحكومة المؤقتة المتصلة بالتنمية في الجهات المحرومة وهو تفسير بدا مقنعا بدرجة كبيرة لأنه تحدث عن التوجه لتخصيص 80 بالمائة من ميزانية الدولة إلى 14 ولاية من المناطق الداخلية ستوزع وفق مقاييس عادلة ستنال فيها الولاية الأقل حظا من الثروات الوطنية خلال العقود الماضية، النصيب الأوفر والأولوية في التنمية والتشغيل ضمن برنامج الحكومة المؤقتة.
العدالة في التنمية
ويبين بهذا الصدد المعتصمون بولاية القصرين من خريجي الجامعات أن نية الحكومة الاعتماد على منوال عادل ومنطقي في توزيع ميزانية الدولة بين الجهات المحرومة باعتماد المؤشرات الإحصائية حول أعلى نسب الفقر في كل ولاية وأرفع نسب عاطلين عن العمل فيها ومدى توفر البنية الأساسية بها إلى جانب كثافتها السكانية ومشاكلها التنموية والإجتماعية... تجعل ولاية القصرين وبصفة آلية على رأس الأولويات. وهذا المعطى -وإذا ما التزمت به الحكومة المؤقتة- اعتبره شباب الجهة مطمئنا إلى حد ما لتنال الولايات المحرومة والمظلومة طيلة عقود حظها وحقها من التنمية العادلة والشاملة. تجدر الإشارة كذلك إلى أن ولاية القصرين شهدت أمس زيارة عدد من الجمعيات التنموية مع تنظيم ندوة حول دور الجمعيات التنموية في معاضدة العمل الحكومي لتركيز مشاريع واستثمارات في الجهات الداخلية وتوفير مواطن شغل للطلبات الاستعجالية وانتظم اللقاء ببادرة من جمعية شباب نات وجمعية الكرامة للأعمال الخيرية بالقصرين وهي جمعيات تكونت بالجهة بعد الثورة إيمانا بأهمية مشاركة أبناء الجهة والمجتمع المدني في التنمية الجهوية.