بعيدا عن المنطق السائد الذي يصنف التونسي العجلة الخامسة في السياحة التونسية يبدو القطاع اليوم في حاجة لحضور التونسي في الفنادق والمؤسسات السياحية كصمام أمان لتواصل نشاط بعض المؤسسات السياحية المهددة بالغلق سيما وأن تراجع نشاط القطاع بعد الثورة تسبب في توقف عدد من الفنادق عن النشاط في مختلف المناطق السياحية. وسعيا لمزيد تشجيع التونسي على الإقبال على الفنادق هذه الصائفة تستعد وزارة السياحة بالتعاون مع المهنيين في القطاع لتنفيذ حملة اعلامية تحسيسية خلال الأيام القادمة تدعو فيها العائلات التونسية لقضاء عطلهم أو عطل نهاية الأسبوع في المؤسسات السياحية التونسية.
وتجاوبا من المهنيين مع هذا التوجه أعلن مؤخرا رئيس الجامعة التونسية للنزل محمد بلعجوزة خلال لقائه مع وزير السياحة في الحكومة المؤقتة أن المهنيين أقروا تخفيضات في حدود 50 بالمائة خلال الموسم الحالي لفائدة العائلات التونسية. وأشار إلى أن الجامعة تعمل حاليا على حث أكبر عدد ممكن من المهنيين على الانخراط في هذه المبادرة مع دراسة امكانية وضع عدد من المنتوجات السياحية الجديدة على ذمة التونسيين. من جهة أخرى وللقطع مع بعض ما كان يتداول في السابق بشأن علاقة التونسي بالمؤسسات السياحية التي يتذمر منها البعض من المعاملة غير المتكافئة مع السائح الأجنبي، تم الاتفاق بين الإدارة والمهنيين في القطاع على ارساء ميثاق يضمن أفضل ظروف الاستقبال والإقامة لفائدة التونسي في الفنادق.
تجدر الإشارة أيضا أن حملة مماثلة انطلقت مؤخرا لتستهدف التونسيين المقيمين في الخارج وذلك لحثهم على القدوم إلى تونس هذه الصائفة والتضامن مع الثورة التونسية وأقرت بهذا الصدد جملة من التخفيضات على تعريفات تذاكر الطيران بالتنسيق مع الخطوط التونسية وذلك في كل من فرنسا وألمانيا وبلجيكيا وسويسرا. فهل يكون التونسيون في الموعد هذا الموسم لمساندة القطاع السياحي الذي تراجعت نتائجه خلال الأشهر الفارطة بحوالي 50 بالمائة؟