هل تضع المراقبة حدّا لظاهرة بعض الأغاني المبتذلة المعتمدة في التنشيط؟ هل يضع المنشور الذي يجري وضع لمساته الاخيرة داخل الادارة العامة للطفولة بوزارة شؤون المرأة والاسرة والطفولة والمسنين حدا لظاهرة أضحت منتشرة ودخلت طاحونة الشيء المعتاد في عدد من مؤسسات الطفولة المبكرة من رياض ونوادي الاطفال وتتمثل في تلقين ببغائي لاغان مبتذلة لبراعم تتفتح بعد وترويضهم على الاستماع والحفظ لاغنيات لا يقبل بها الكبار لابتذال كلماتها وسذاجة معانيها فما بالك بمملكة الصغار حيث يتم تداولها وحمل الاطفال على الرقص على ايقاعها وترديدها والتباهي بهذا الكسب العظيم الذي من شأنه صقل مواهب الطفل وتنميتها والفضل في ذلك يعود الى الوهبيات و«النانسيات» واغاني المزود..!! ... المنشور الذي بلغتنا اصداء عنه قبل اتمام اجراءات توقيعه يهدف اساسا الى احكام تأطير مضامين الاغاني المتداولة في مستوى التنشيط الموجه للطفولة المبكرة بمؤسسات الطفولة وهكذا لم يأت المنشور لشجب او للمنع المطلق للاغاني بل لتهذيب المسموح بتداوله داخل هذه الفضاءات ومراقبتها بعيدا عن المعاني المتبذلة بالنظر لخصوصية الفترة العمرية للاطفال في هذه السن والتي تعد مفصلية وحاسمة في تنشئتهم والامل قائم في ان تؤتي عملية مراقبة مضامين الاغاني المتداولة داخل هذه الفضاءات المؤطرة للصغار اكلها وتساهم في وضع حد لنوعيات بعض الاغاني المعتمدة والتركيز على المفيد والمعبر منها والمناسب لسن هؤلاء الاطفال.. العلم في الصغر... على صعيد اخر تستحضرنا بعض ذكريات حفلات نهاية السنة ما قبل المدرسية في عدد من الرياض التي حضرناها كأولياء والتي تتخللها لقطات مسرحية او سكاتشات غالبا ما تجسد الصورة النمطية لعلاقة افراد العائلة خاصة منها القائمة بين الزوج والزوجة فالزوجة عادة ما تقدم في صورة امرأة ترتدي اللباس التقليدي الذي لم يشاهده الطفل بالمرة في حياته اليومية من تقريطة وفوطة وبلوزة وهي تعد الشاي او الطعام للزوج الجالس قبالها في انتظار رد فعله وتعليقه الساخر احيانا حول طعم المشروب المقدم له او الطعام المعروض... فهو الذي يعمل ويكد خارج البيت فيما تتفرغ «المرا» الى شؤون البيت.. وهذا الوضع لم يألفه ايضا اغلب الاطفال في حياتهم الاسرية بخروج الامهات للعمل.. ان هذه الصورة التي يتكرر عرضها سنويا والتي تحصر المرأة في قالب معين يقطع مع واقعها هي ذاتها التي تعمل عديد الاطراف على مقاومتها وتدعو عديد الاصوات الى تداركها عبر ما يعرض بكتب التدريس (نصوص القراءة) بالمرحلة الابتدائية من صور عن الحياة الاسرية تجاوزها الدهر.. ومن حسن الحظ انها اخذت تتغير في السنوات الاخيرة.. وعلى غرار مراقبة مضامين الاغاني يحبذ ايضا ان توجه وزارة الاشراف اهتمامها الى تأطير مضامين «المسرحيات» وتتعهد هذه العملية بالمتابعة لتلعب قنوات وادوات التنشيط الموجهة لمؤسسات الطفولة المبكرة دورها.. وهو دور ومسؤولية نعتقد ان المشرفين على تسيير هذه المؤسسات واعون به وحريصون على احترامه لكن هذا لم يمنع من وجود توظيف عشوائي للاغاني المتداولة في عدد منها وجبت مراقبته أليس العلم في الصغر كالنقش على الحجر..؟