التونسيون لا يخضعون لإجراء التأشيرة عند الدخول إلى التراب الليبي أدى السيد الباجي قائد السبسي الوزير الأول أمس زيارة إلى ليبيا بدعوة من مجلس الوطني الانتقالي، وكان مصحوبا فيها بوفد هام من رجال الأعمال التونسيين الممثلين والناشطين في عديد القطاعات الاقتصادية والتجارية. وتأتي هذه الزيارة بعد الملتقى التونسي الليبي الذي نظمه اتحاد الصناعة والتجارة يوم 8 أكتوبر الجاري بحضور وفد ليبي هام من مسؤولي غرف التجارة والصناعة الليبية، والذي تم التباحث فيه حول السبل الكفيلة بدفع مجالات التعاون والنهوض بالتنمية بين البلدين وخاصة في أبعادها التجارية والاقتصادية ضمن الخطة الليبية الأولية الهادفة إلى إعادة إعمار ليبيا بعد الحرب التي دامت أشهرا وانتهت بإزاحة نظام القذافي وتحقيق أهداف ثورة الشعب الليبي الشقيق. وأبرزت مصادر مطلعة أن زيارة السيد الباجي قائد السبسي إلى ليبيا ستدوم يوما واحد، وهي تتنزل ضمن الزيارات الرسمية بين مسؤولي البلدين، وتأتي الزيارة كذلك في إطار تهنئة الحكومة التونسية للقيادة الليبية وكافة أفراد شعبها بنجاح ثورتهم وتحقيق أهداف الشعب الليبي في الحرية والكرامة وبناء الدولة الحديثة, كما أشارت المصادر ذاتها أن جدول أعمال الزيارة سوف يتناول أيضا التباحث في جملة من المسائل ذات الاهتمام المشترك بين البلدين ومن أبرزها تثبيت الحدود بين البلدين والتصدي لمظاهر الانفلات الأمني وتنقية الحدود من أنواع الأسحلة التي قد تكون تسربت في الاتجاهين، وذلك علاوة على وضع خطة لدعم التعاون الاقتصادي والتجاري وخاصة تسهيل تدفق اليد العاملة التونسية إلى ليبيا لمباشرة مرحلة الإعمار لكافة المدن الليبية التي لحقها دمار جراء الحرب باعتبار هذا الشأن يمثل أولوية في الاهتمامات الليبية خلال هذه المرحلة. وأشارت هذه المصادر أن لقاء السيد الباجي قائد السبسي مع القيادة اللبيبة سوف يتناول أيضا التباحث في جملة الاستحقاقات المالية للعمال التونسيين الذين عادوا من ليبيا خلال الأشهر الأخيرة دون الحصول على مستحقاتهم وكذلك بعض الشركات التونسية التي كانت لها نشاطات وعلاقات تجارية قبل الثورة في ليبيا، إلى جانب رسم خطط التعاون بين البلدين في المستقبل على قاعدة جديدة هدفها التعاون الجاد الذي يعكس العمق القوي والتكامل الذي يجمع المصالح المشتركة بين شعبي البلدين وحكومتهما.
دعوة إلى أولوية تعاون شامل بين البلدين
وكان السيد عبد الكريم الرعيض عضو المكتب التنفيذي لاتحاد غرف التجارة والصناعة الليبي قد دعا الحكومة التونسية خلال مشاركته يوم 8 أكتوبر الجاري في ملتقى اقتصادي ببن البلدين نظمه اتحاد الصناعة والتجارة إلى الاإسراع بتسهيل إجراءات تحول اليد العاملة التونسية إلى ليبيا بأسرع وقت وأسهل السبل حتى تأخذ مكانها قبل غيرها في عملية إعمار ليبيا قائلا:" أحسن وأنسب أناس يعملون في ليبيا هم التوانسة" ، ومؤكدا أيضا " أن التونسيين هم الأشقاء الوحيدين الذين يدخلون ليبيا بعد الثورة بدون تأشيرة". كما أفاد السيد سمير المهدي رئيس الجانب الليبي في الغرفة الاقتصادية التونسية الليبية أن ليبيا ستعمل بشكل خصوصي وضمن علاقاتها مع كافة الدول على الارتقاء بشكل تفاضلي بعلاقات التعاون الاقتصادي بين تونس وليبيا مبرزا أواصر الأخوة وما قام به الشعب التونسي في جنوب البلاد وكافة الجهات من دعم واحتضان شامل للعائلات الليبية في محنته أثناء الحرب، وذلك الدعم التونسي الرسمي الذي لقيه الثوار الليبيين وجرحاهم لحد الساعة، مؤكدا على أن هذا الجانب لا يمكنه أن يمحى من ذاكرة كل الليبيين باعتباره يمثل تلاحما وتكاملا بين الشعبين الشقيقين يرتقى إلى درجة الأخوة الكاملة التي لا يضاهيها تعاون أي طرف أخر مع الشعب الليبي. يشار من جانب أخر أنه تم خلال الأسبوع الماضي إمضاء جملة من الاتفاقيات بين تونس وليبيا شملت على وجه الخصوص تسهيل مجال النقل البري بين البلدين وتطويره وتكثيفه وذلك من خلال عودة نشاط النقل العمومي عبر الحافلات، وفتح خط بري جديد بين صفافس وطرابلس وإعادة نشاط الخط الجوي بين تونس وبنعازي بداية من الاسبوع القادم وهي مجالات يرى الطرفين ضرورة الإسراع بها لما ينتظر من تدفق لأعداد من اليد العاملة التونسية على ليبيا.