مصطفى بن جعفر يثير جدلا.. ولفتوى القرضاوي نصيب يسدل اليوم عند الساعة 23:59 الستارعلى الحملة الانتخابية بعد اسبوعين من العمل المضنى لكل القائمات المترشحة لانتخابات المجلس التاسيسي حيث استغلها المترشحون لتسويق برامجهم الانتخابية واستمالة الناخبين للتصويت لقائماتهم في اول استحقاق سياسي تعددي تعيشه البلاد. وقد بدأت عمليات الحسم التي سيقرر من خلالها التونسي من يتولى اعداد دستوره الجديد وادارة شؤون البلاد للفترة القادمة. ومع بداية العد التنازلي للموعد الانتخابي استمع واطلع التونسيون بشكل مباشر أو غير مباشرعلى مختلف البرامج السياسية التي عرضها المترشحون خلال اللقاءات الشعبية وعبر وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة وصفحات الفايس بوك التي نشطت بشكل لم يعهده التونسيون من قبل. ومن اهم مميزات الحملة الانتخابية خلال الاسابيع الفارطة كثافة التحركات الميدانية من قبل المترشحين الذين جابوا مختلف معتمديات الدائرة الانتخابية المتواجدين فيها فكانت نغمات"الطبل" تجمع الناخبين كما كان الشان بدائرة اريانة اول امس مثلا وكانت اشكال تقليدية اخرى حاضرة بامتياز حيث تم الاستعانة"ببراح" لدعوة الناخبين بالالتحاق باحد الاجتماعات بدائرة جندوبة. وتأتي كل هذه التحركات كمحاولة للقاء اكبر عدد ممكن من الناخبين وإقناعهم بالذهاب إلى صناديق الاقتراع يوم الاحد والتصويت بكثافة لاختيار ممثلي الشعب. وبالعودة إلى متطلبات الحملة الانتخابية وتمويلاتها فقد علمت "الصباح" من مصادر سياسية مطلعة أن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي مثلا بلغت مصاريفه نحو 85 الف دينار موزعة على كافة الدوائرالانتخابية المترشح فيها والبالغ عددها 27 وقد اكد امين مال الحزب منصف العمدوني أن القائمات الانتخابية عرفت العديد من العوائق نتيجة قلة ذات اليد. أما فيما يتعلق ب"التالف الجمهوري" فقد اوضح مدير المكتب التنفيذي عياض اللومي أن حملة التالف قد بلغت ما يقارب 140 الف دينار كتمويل ذاتي لنحو 20 دائرة انتخابية. من جهته بين مؤسس حزب "الوطني الحر" سليم الرياحي أن الحزب التزم بما تم الاتفاق عليه مع اعضاء الهيئة المستقلة للانتخابات بان لا يتجاوز سقف الحملة 400 الف دينار. كما كان ل"الصباح" اتصال بعدد من الأحزاب لمعرفة حجم المصاريف التقريبية لحملاتهم فتعذرعلينا الحصول على ارقام في هذا الشان حيث بين الحزب الديمقراطي التقدمي وعلى لسان عصام الشابي أن الحزب كلف خبيرا محاسبا بهذه المسالة موضحا في ذات السياق أن التقدمي تجاوز منحة المبالغ المرصودة في حين اعتبر علي العريض أن حركة النهضة قد انطلقت"بامكانيات متواضعة".
تصعيد كلامي
ولعل ما يميز الحملة الانتخابية انتهاءها بتصعيد كلامي بين عدد من الأحزاب كان اولها الرد الذي اصدره الاتحاد الوطني الحر على ما دعا اليه راشد الغنوشي اثناء اجتماع له بانصارالنهضة بدائرة اريانة وتناقلته مواقع الفايس بوك حيث دعا "إلى النزول للشوارع في حال ثبوت وجود تزوير للانتخابات" واعتبر الوطني الحر أن ما صرح به الغنوشي هو اول اعتراف بالهزيمة وهو الدليل الفاضح على أن النهضة لا تؤمن بالديمقراطية." واعتبر سليم الرياحي انه وبهذا التصريح "قد كشفت النهضة عن حجمها الحقيقي وهو محاولة للتاثيرعلى الناخبين وعلى معنوياتهم." وفي رده على الانتقادات الحاصلة قال علي العريض" ان الحملة الانتخابية كانت عادية رغم تدخل المال السياسي بشكل مباشر في الحياة السياسية واشغال الناس بقضايا بعيدة عن القضايا الاصلية. واضاف العريض أن الحركة ستقبل بنتائج الصندوق مهما كانت النسبة ما دامت انتخابات نزيهة وشفافة مبينا أن النهضة ستتعامل بمسؤولية وانفتاح مع جميع الاطراف.
رد على قول
وقد اثار نزول الامين العام لحزب التكتل مصطفى بن جعفر ضيفا على برنامج الصراحة راحة لقناة حنبعل جدلا بين الأحزاب السياسية سيما بعد التصريح الذي اكد فيه بن جعفر انه كان ضيف سفير الولاياتالمتحدةالامريكيةبتونس ليلة 27 من رمضان الفارط وذلك صحبة عدد من رموز من الأحزاب. وقد سارع حزب العمال الشيوعي التونسي إلى رفض هذا القول واوضح الحزب في صفحته الخاصة"البديل" بالقول"يهمنا أن نبين زيف وافتراء هذا التصريح الكاذب حيث أن الرفيق حمة الهمامي الأمين العام لحزب العمال الشيوعي التونسي وكل الرفاق في الحزب لم ولن نقبل لقاء السفيرالأميركي أو أي مسؤول أميركي اخر، ولن نساوم أي طرف أجنبي أو تونسي في حق الشعب التونسي في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية." وامام هذا التكذيب بات على مصطفى بن جعفر أن يحدد هوية من كان معه في تلك الليلة وهو ما سيفتح الباب امام العديد من التأويلات مستقبلا.
... وللقرضاوي نصيب
وكانت وكالات الانباء اكدت أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة يوسف القرضاوي افتى"بأن المشاركة في الانتخابات القادمة في تونس ومصرفريضة شرعية على كل فرد، وضرورة مدنية, مشددًا على أهمية إنجاح العملية الانتخابية، والوقوف ضد كل من يحاول العبث بها. ودعا التونسيين والمصريين إلى المشاركة القوية والفاعلة في الانتخابات المقبلة وضمان نجاحها، مبينًا أن أصواتهم أمانة يجب أن تُعطى لأهلها. وحملت الفتوى توقيع القرضاوي رئيس الاتحاد, وعلي القرداغي الأمين العام للاتحاد، معتبرة أن اختيار المرشح الأصلح من أفضل أنواع الجهاد والدعوة إلى الله تعالى، ومن أهم الأسباب للاستقرار والأمن وتحقيق حضارة الأمة.