سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التعليق [email protected]
خطاب العلمانيين يخيف المسلمين
28/10/2011
العامل الذي جهله و غفل عنه صاحب المقال في تصويت الناس على الحزاب الاسلامية هو خوف غالبية الناخبين المسلمين على دينهم و تدينهم من خطاب اليسار والعلمانيين ضد الاسلام
عندما يفتح فوز
آسيا العتروس اذا لم يحدث ما يمكن أن يدعو الى تأجيلها أوإلغائها فان المصريين سيكونون على موعد مع الانتخابات التشريعية في غضون شهر، ليجددوا بذلك الموعد مع صناديق الاقتراع للمرة الثانية على التوالي منذ الاستفتاء الذي انتظم حول تعديل الدستور بعد نجاح الثورة في مصر على وضع حد لاكثر من ثلاثة عقود على نظام مبارك. واذا صدقت توقعات رئيس المجلس الانتقالي في ليبيا فان الشارع الليبي سيكون بدوره على موعد مماثل خلال ثمانية أشهرلتحديد مسار الثورة في ليبيا والتي قد بدأت ملامحها تتضح من خلال تصريحات مصطفى عبد الجليل في نفس يوم اعلان تحرير ليبيا عن اقراره العودة الى الشريعة الاسلامية واصراره على مكافأة شعب دفع الكثير للقضاء على الطاغية باقرار مبدأ تعدد الزوجات... وبالعودة الى ما تحقق لحركة النهضة التي تصدرت قائمة المتنافسين في سباق انتخابات المجلس الوطني التأسيسي في تونس فإن الواقع الجديد من شأنه أن يفتح الطريق أمام الاسلاميين في بقية دول الربيع العربي الى تحقيق نتائج مماثلة بل أن بعض القراءات في المشهد التونسي باتت تتوقع تكرار السيناريو في مصر رغم الاختلاف القائم بين البلدين سواء تعلق الامر بالتركيبة الاجتماعية لكل من الشعب التونسي الذي يغلب عليه التجانس وتغيب فيه الاقليات والعرقيات وبين المجتمع المصري الذي يجمع بين أغلبية مسلمة وأقلية مسيحية. أسباب كثيرة من شأنها أن تدفع للاعتقاد بأن الحركات الاسلامية التي كانت محظورة من المشاركة في اللعبة السياسية في السابق في طريقها الى اكتساح المشهد السياسي والخروج من السرية الى العلن بعد امتداد الربيع العربي من تونس الى مصر وليبيا بل أن بعض المتفائلين بهذا التحول القادم باتوا يبشرون "بهلال متوسطي" يجمع دول منطقة الربيع العربي والمغرب الاسلامي الى جانب تركيا ومنها غزة الفلسطينية. وأول تلك الاسباب مرتبطة بالعولمة ودورها في دفع التحولات الديموقراطية, وبعد أن كانت تكنولوجيا المعلومات وراء امتداد الربيع العربي من بلد الى اخر فانها ستكون وراء امتداد الحركات الاسلامية من مجتمع الى اخر. السبب التالي الذي يمكن أن يشكل العنصر المشترك في اكتساح الحركات الاسلامية مرتبط بحجم الفساد والظلم الذي لم يستثني أحدا من الدول التي نجحت في الاطاحة بالانظمة الاستبدادية وابعاد الطغاة فيها وهو ما يمكن أن يكون من الدوافع المشتركة بين الناخبين في هذه البلدان للبحث عن البديل والقطع مع الماضي وهو بديل قد لا يتوفر مع الاحزاب التقليدية بمختلف توجهاتها سواء تلك التي سبق وجودها الانظمة القمعية الزائلة أوتلك التي ظهرت حديثا على الساحة ليجد الناخبون بذلك في الدين والاسلام السياسي ما يمكن اعتباره ضامنا على الاقل في هذه الفترة للاهداف والاسباب التي مهدت لتكرار الثورات. عنصر ثالث يدخل على الخط ولا يمكن اغفاله وهو مرتبط بمختلف رسائل الطمأنة التي بدأ مسؤولو حركة النهضة توجيهها قبل حتى اكتمال عملية فرزالاصوات الى الداخل كما الى الخارج لتبديد الشكوك والمخاوف لدى شريحة مهمة من الناخبين كان لها خيارغيرالنهضة خلال الانتخابات.. وهي رسائل تحتاجها الحركة في هذه المرحلة التي تبدأ فيها البحث عن التحالفات المطلوبة لتشكيل الحكومة القادمة وتوزيع الحقائب الوزارية استعدادا للمرحلة الاهم عندما يحين موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية. ولاشك أن لموقف الغرب الذي اختار أن يمنح الضوء الاخضر للحركات الاسلامية المعتدلة بعد أن باتت على قناعة بأن هذا التوجه قد يجنبه مستقبلا أعباء المهاجرين والباحثين عن اللجوء السياسي بعد امتداد الديموقراطية الى بلدانهم أمر مهم ولكن شرط ألا يكون توافق الغرب والاسلاميين بهدف قبر الحقوق الاساسية المتعلقة بالحريات والمواطنة بقطع النظرعن الاجناس... بقي الاهم أن خيار الناخب التونسي الذي أعلن تمسكه بنظام ديموقراطي يقوم على أساس المواطنة وسيادة القانون لا يمكن أن يقدم وبعد عقود التهميش والاقصاء صكا على بياض لاي حزب أو حركة سياسية كانت والارجح أن حركة النهضة التي اجتازت الاختبار الاول بتفوق ستكون في مواجهة الاختبارالاعقد عندما يتعلق الامربمقاربة الاقوال والافعال... لقد تفطن رئيس المجلس الانتقالي الليبي الى تعجله في اعلان قرارتعديل قانون الزواج والطلاق فسارع الى التنصل منه الا أن ذلك لا يمكن أن يساعده على تبديد الشكوك التي ستلاحقه مستقبلا ازاء كل موقف قد يصدرعنه مستقبلا وهو ما يعني أن الحرص على توجيه رسائل الطمأنة من جانب الحركات والاحزاب الاسلامية قد لا يجد له دوما موقعا في النفوس عندما يرتبط بتصريحات معاكسة عن التعريب والتلوث اللغوي وما بينهما ولاشيئ في هذه المرحلة ينوب عن الوضوح في النوايا والاقوال... العامل الذي جهله و غفل عنه صاحب المقال في تصويت الناس على الحزاب الاسلامية هو خوف غالبية الناخبين المسلمين على دينهم و تدينهم من خطاب اليسار والعلمانيين ضد الاسلام