باردو وات أكد رئيس الجمهورية المؤقت فؤاد المبزع ان المجلس الوطني التأسيسي يشكل أول مؤسسة تحظى بتفويض شعبي عام ومباشر للتعبير عن الإرادة الشعبية ومباشرة السيادة الوطنية باسم الشعب. واوضح خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال المجلس الوطني التأسيسي الذي أفرزته انتخابات 23 أكتوبر الماضي ان هذا التفويض الشعبي الصريح "بقدر ما يسند عمل المجلس قوة الشرعية بقدر ما يحمله مسؤولية الاستجابة لانتظارات الشعب وتطلعاته وفي مقدمتها وضع دستور تونسالجديدة". وبين ان "تونس تقدم اليوم على مرحلة تاريخية جديدة حبلى بالامال والانتظارات والتطلعات المشروعة" مذكرا بجملة من الحقائق التي طبعت المرحلة الانتقالية المنقضية ومن اهمها تواصل سير المرفق العام في سائر شؤون الحياة بما يترجم ثبات مؤسسات الدولة والتزامها باداء وظائفها في كل الظروف ويؤكد وطنية الادارة التونسية وحيادها خاصة في الفترات العصيبة ويعزز مكانتها كمكسب يحق للتونسيين ان يفخروا به. كما ذكر بما اضطلعت به الحكومة المؤقتة من عمل جاد ومكثف في مختلف القطاعات رغم دقة المرحلة وبدور قوات الجيش الوطني والامن الداخلي في الذود عن حرمة الوطن واستعادة الامن والاستقرار وتامين سلامة الاشخاص والممتلكات ومعاضدة النشاط الاقتصادي وانقاذ السنة الدراسية وصون العملية الانتخابية في كافة مراحلها. ونوه السيد فؤاد المبزع بالعمل الدؤوب والمضني الذي اضطلعت به الهيئة العليا لتحقيق اهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي في تخطي المرحلة السابقة والتمهيد التشريعي والمؤسساتي للمرحلة الجديدة الى جانب ما قامت به سائر اللجان والهيئات العليا من وظائف هامة في مجالات تدخلها وهو ما يدفع الى التفكير جديا في تطويرها الى مؤسسات قارة بعد أان "اثبتت جدواها والحاجة الدائمة الى خدماتها في بناء تونس المستقبل". واشار في هذا السياق الى الدور المحوري الذي لعبته الأحزاب السياسية دون استثناء خلال هذه المرحلة في تاطير المواطنين والمساهمة في تغذية الحراك السياسي الى جانب تقبلها لنتائج الاقتراع بروح عالية رغم "الظلم والتعسف الذي طال عددا منها سابقا" وحداثة عهد بعضها ومحدودية مواردها. وابرز التنامي الملحوظ للمجتمع المدني الذي "بات يشكل ركنا أساسيا في الاحاطة بالمواطن والتعبير عن مشاغله وايجاد الحلول الملائمة لمشاكله الى جانب الدور الهام الذي اضطلعت به وسائل الاعلام في انجاح المرحلة الانتقالية الاولى "بما جعله يرتقي اجمالا الى مستوى الامال المعلقة عليه ويشكل سلطة حقيقية لا محيد عن التعامل معها كشريك فاعل". واعرب رئيس الجمهورية المؤقت في الختام عن الامل في ان تتوفق هذه المؤسسة "التي تحظى بالشرعية الشعبية الكاملة "الى تحقيق الانتقال الديمقراطي المنشود وتاسيس الدولة الجديدة وفق ارادة الشعب وفي ظل الوفاء لارواح الشهداء. وذكر بانه تحمل مسؤولية قيادة الدولة من منطلق الوطنية والشعور بالواجب مشيرا الى "نقلها اليوم بصورة حضارية".