تونس الصباح: عدة مسائل استأثرت باهتمام أعضاء مجلس ولاية تونس أمس تتمثل خاصة في التشغيل والنظافة والأسواق والمقابر والأحياء الشعبية. ففيما يتعلق بمسألة التشغيل بين أعضاء المجلس أن الطلبات الجملية للشغل تراجعت مقارنة بالعام الماضي كما تراجعت الطلبات الخاصة بالإناث وهو ما يدعو للتساؤل عن السبب خاصة وأن عدد الطالبات في الجامعة يفوق عدد الطلبة.. وتساءل أحدهم هل يعزى ذلك إلى بروز ظاهرة هجرة الإناث أو لتأخر سن الزواج وكثرة العوانس؟ ودعا أحدهم إلى فتح مكتب التشغيل بباردو وطالب آخر بتقريب مكاتب التشغيل من العاطلين عن العمل خاصة في الحرايرية وسيدي حسين والكبارية فالعاطل عن العمل مضطر لتكبد مصاريف قد لا يستطيع توفيرها للتنقل إلى مكتب التشغيل وتوخي العدالة في توزيع فرص التشغيل على المواطنين.. وأكد آخر على ضرورة فتح مزيد من الآفاق أمام طالبي الشغل من الفئة العمرية التي تفوق أربعين سنة.. واستفسر العديد من الأعضاء عن سبب انخفاض عدد طلبات الشغل وعن مدى تطبيق القانون التوجيهي لتشغيل المعوقين وعن عدد المعاقين وعدد المؤسسات التي لم تستجب لتطبيق هذا القانون.. وتم التساؤل "هل أن الإطار الموجود في مكاتب التشغيل قادر على تنشيط سوق الشغل بالكيفية اللازمة؟".. وتساءل البعض عن مدى الاستعداد لتنفيذ المشاريع الكبرى.. كما تمت الإشارة إلى أن هناك العديد من الجمعيات قدمت عملا مفيدا في الأحياء الشعبية في مجال التشغيل وكانت نتائجها جيدة وهو ما يدعو إلى دعمها ماديا لكن في المقابل يجب تركيز بنك معطيات حول المنتفعين بالقروض الصغرى من تلك الجمعيات حتى لا يعمل بعضهم على اقتناء القروض من عديد الجمعيات وهم يضمرون نية عدم استخلاصها الأمر الذي يهدد الجمعيات بالإفلاس.. ودعا أحدهم إلى مزيد الاهتمام بالمدينة العتيقة والمحافظة على التراث الذي تزخر به. إستعدادت للمشاريع الكبرى من جهته بين السيد منذر الفريجي والي تونس أنه تم الاستعداد على النحو اللازم لتنفيذ المشاريع الكبرى التي ستقام في العاصمة على غرار مشروع البحيرة وذلك بتكثيف العناية بالتكوين المهني. وعن الجمعيات والقروض الصغرى بين أنها تساهم في تقليص نسبة البطالة وقد أثبتت الأرقام ذلك.. وذكر أنه سيتم تقييم عمل جمعيات العمل التنموي.. ويذكر أن أحد أعضاء المجلس استعرض قبل النقاش أهم الانجازات في مجال التشغيل حيث تمت الإشارة إلى أن عدد طالبي الشغل الوافدين على مكاتب التشغيل والعمل المستقل خلال الفترة الفاصلة بين جانفي ونوفمبر 2007 بلغ 42 ألفا و934 طالب شغل منها 11 ألفا و890 تسجيلا جديدا مقابل 43 ألفا و707 مطالب منها 12 ألفا و313 تسجيلا جديدا خلال نفس الفترة من السنة الماضية أي بنسبة انخفاض تقدر تباعا بنحو 1فاصل 8 بالمائة و3 فاصل 4 بالمائة وبلغ عدد حاملي الشهادات العليا المرسمين الجدد ولأول مرة 5 آلاف و437 طالب شغل وهو ما يمثل 45 بالمائة من مجموع التسجيلات الجديدة.. وبلغ عدد طلبات الشغل غير الملباة المسجلة بمصالح التشغيل بولاية تونس في موفى شهر نوفمبر الماضي 11 ألفا و177 مطلبا مقابل 9 آلاف و850 مطلبا في موفى شهر نوفمبر من السنة الماضية أي بزيادة تقدر بنحو 13 فاصل 5 بالمائة وشمل الارتفاع بالخصوص حاملي الشهادات العليا بنسبة زيادة تقدر بنحو 15 فاصل 6 بالمائة مقابل نسبة تطور بنحو 8 فاصل 4 بالمائة لغير الإطارات.. وبلغ عدد الطلبات المسجلة لفئة طالبي الشغل لأول مرة المرسمين بمكاتب التشغيل 9732 مطلبا وهو ما يمثل 87 فاصل 1 بالمائة من مجموع الطلبات غير الملباة مقابل 12 فاصل 9 بالمائة لذوي الخبرة وبلغت عدد طلبات الإناث من الإطارات 3702 طلبا وهو ما يمثل نسبة 60 فاصل 5 من مجموع الطلبات غير الملباة لخريجي التعليم العالي والبالغ عددهم 6123 في موفى نوفمبر 2007.. شعب صعبة الادماج الملاحظ أن أهم نسبة للطلبات غير الملباة تتعلق بشعب العلوم الاقتصادية والتصرف والعلوم التقنية والآداب والعلوم الانسانية فالعلوم القانونية والعلوم الأساسية بينما كانت شعب العلوم الطبية والشبه الطبية والعلوم الفلاحية أكثر تشغيلية. وفي ما يتعلق بتشغيل المعوقين تمت الإشارة إلى أنه تم تشغيل 742 معوقا منهم 512 بالمؤسسات العمومية و230 بمؤسسات القطاع الخاص وبلغ عدد المؤسسات المشغلة لهذه الفئة 143 مؤسسة منها 92 مؤسسة خاصة. كما تطرق المجلس إلى حصيلة البرنامج الخصوصي لدعم التشغيل بالمعتمديات ذات الأولوية خاصة جبل الجلود والسيجومي والعمران وبلغ عدد المنتفعين 384 منهم 238 من حاملي الشهادات العليا. هذا ووضع على طاولة الدرس ملف العملة المسرحين بين غرة أكتوبر ومنتصف ديسمبر 2007 وبلغ عددهم 154.. ومن المسائل الأخرى التي بحثها المجلس تقييم البرنامج الجهوي للصندوق الوطني للتشغيل وتدخلات جمعيات العمل التنموي بولاية تونس. النظافة والمقابر والأسواق بعد استعراض ملف التشغيل تطرق مجلس ولاية تونس لموضوع النظافة حيث تم استعراض نتائج الحملات الاستثنائية لنظافة المحيط وعمليات التشجير وبعث المساحات الخضراء وعمليات التوقي من الأمطار والعناية بالمقابر وخاصة بالأراضي البيضاء ومقاومة الحشرات. وأشار أحد الأعضاء إلى أن منطقة حي السلامة مازالت في حاجة إلى العناية للتوقي من مياه الأمطار والحد من معضلة الانتصاب الفوضوي والدعوة إلى وضع برنامج خاص لمقاومة هذه الظاهرة. كما دعا أحدهم إلى فتح مقبرة جديدة لأن مقبرة الجلاز لم تعد تفي بالحاجة خاصة بعد غلق مقبرة سيدي يحي وتمت المطالبة بتهيئة بقية الأسواق البلدية والعناية بسوق الخردة بالحرايرية وإيجاد حل لسوق الملاسين نظرا لأنه يمثل عائقا أمام حركة المرور ويقلق المتساكنين. وطالب أحدهم المواطن الإعلام بنفسه عن وجود مناطق سوداء حتى يتم التدخل سريعا لإزالتها. وذكر آخر أن قطاع نقابات العمارات يعاني من عديد الإشكاليات فهو لا يغطي سوى نصف عمارات العاصمة كما لا توجد متابعة لضمان تجديد انتخابات النقابات وليس هناك مراقبة لمدى احترام النقابات لكراس الشروط مع وجود خلافات كبيرة بين المالكين والنقابات نفسها.