شهدت، يوم أمس، الجلسة المسائية للمجلس الوطني التأسيسي، تطورات كبيرة تتمثل في انسحاب الرئيس المرتقب للجمهورية الدكتور المنصف المرزوقي من الجلسة غاضبا، وقد حاولت بعض الأطراف السياسية وخاصة من كتلة النهضة تطويق الأمر واقناع المرزوقي بالعودة لمتابعة أشغال الجلسة، ولكن لم يتسن ذلك.. فما الذي حدث وعكر سير المناقشات في "التأسيسي"؟ في هذا السياق، علمت "الصباح" من مصادر رسمية أن الدكتور المنصف المرزوقي أكد في تدخله أثناء المناقشات على ضرورة عرض الدستور بعد صياغته على إستفتاء شعبي، لكن هذا المقترح رفضته الكتلة النيابية لحركة النهضة، مشيرة إلى ضرورة عرض هذه المسألة على التصويت. كما أكدت مصادرنا أن "الجدل" حول مسألة الإستفتاء بين كتلة النهضة وكتلة المؤتمر من أجل الجمهورية بلغ حد تشنج البعض من الطرفين... وهنا جمع الدكتور المنصف المرزوقي أوراقه وانسحب من القاعة غاضبا، فالتحق به عضداه النائبان محمد عبو وعبد الرؤوف العيادي، وسادت القاعة ضوضاء. وفي الأثناء تم تمرير ورقة إلى رئيس المجلس التأسيسي، وبعد برهة أعلن الرئيس عن توقف أشغال الجلسة لمدة ربع ساعة. وعلمنا أنه خلال فترة توقف المداولات التحق الأستاذ نور الدين البحيري بمعية بعض النواب الآخرين بالدكتور المرزوقي لتهدئة خواطره ومحاولة اقناعه بالعودة إلي القاعة ومتابعة النقاشات ولكنه رفض ذلك ولم يعد.. والسؤال المطروح هنا، وبعد هذه التطورات هو: هل سيؤثر انسحاب المرزوقي من القاعة أمس على مستقبل الإئتلاف الثلاثي، وهل ستكون له تطورات سلبية أخرى أم سيتم تطويق المسألة سريعا ورأب الصدع؟ ذلك ما ستكشفه الأيام القليلة القادمة..