هل تصح تسمية رئيس الجمهورية التونسية الجديد المنصف المرزقي الذي انتخب مؤخرا من قبل المجلس الوطني التاسيسي "رئيسا مؤقتا للجمهورية التونسية"؟ سؤال يفرض نفسه في ظل تعدد واختلاف الآراء من ذلك أن البعض يؤكد على صحة نعت رئيس الجمهورية الحالي ب"الؤقت"، الى حين اكتمال صياغة الدستور وآخرون يعتبرون أن استعمال هذا المصطلح لا مبرر له استنادا الى ان رئيس الجمهورية انتخب بصفة شرعية من قبل المجلس الوطني التأسيسي المنتخب بدوره عن طريق أول انتخابات حرة ونزيهة تقع في تونس. مرحلة تأسيسية مؤقتة
يعتبر الأستاذ فاضل موسى (عميد كلية العلوم القانونية والسياسية وعضو مجلس التأسيسي عن القطب الديمقراطي الحداثي) أن جميع مؤسسات الدولة هي مؤسسات مؤقتة تعكف على صياغة دستور جديد للبلاد يتولى التأسيس الدائم. وقال إنه تم الاتفاق داخل المجلس الوطني التأسيسي على مصطلح "التنظيم المؤقت للسلط العمومية"، لذلك فانه من المنطقي أن تكون كل مؤسسات الدولة مؤقتة، على حد تعبيره. واستدل العميد في ذلك على ما ورد في خطاب المنصف المرزوقي الأول الذي استعمل فيه عبارة "المرحلة التأسيسية الأولى" وهو ما يؤكد أنها مرحلة تأسيسية أولى، مضيفا أن المنظومة حاليا قائمة على تنظيم مؤقت للسلط العمومية وهو ما يؤشر أن هذا النظام "مؤقت". وخلص موسى الى القول بان الإشكال يكمن في أن "المؤقت" لم يضبط بمدة زمنية محددة، ويبقى مصطلح المؤقت قائم الذات لان ذلك يعود الى التسمية التي تتعلق بالتنظيم المؤقت للسلط العمومية. وقال:" من غير المحبذ أن يتم تكرار ذات العبارة من ناحية الذوق إذ لا فائدة من التذكير برئيس جمهورية مؤقت وحكومة مؤقتة. وأشار إلى أن القانون التنظيم المؤقت للسلط العمومية لم ينص رغم ذلك بصريح العبارة على صفة "المؤقت" لرئيس الجمهورية..
الخروج من المؤقت إلى الدائم عبر سن دستور
في المقابل يرى رضا جنيح (محامي و أستاذ قانون بكلية سوسة) أن استعمال مصطلح "مؤقت" لرئيس الجمهورية صحيح، لان المسالة تتعلق بتنظيم مؤقت للسلط العمومية لان هذه المرحلة لا تمثل نظام سياسي وإنما هي مرحلة إعداد دستور وبذلك فان كل المستويات مؤقتة بما في ذلك رئاسة الجمهورية. وفق تعبيره. لكن جنيح يشير إلى أن هذه "الرئاسة المؤقتة" تكتسي صبغة الشرعية استنادا الى أنها منبثقة من المجلس التأسيسي ولكنها تبقى في إطار تنظيم مؤقت للسلط العمومية. وأضاف قائلا:" المرحلة الدائمة ستؤسس عبر سن دستور جديد للبلاد وتنظيم انتخابات تشريعية.
"المؤقت" لا تصح على المرزوقي..
اما طارق العبيدي (عضو المجلس التأسيسي وعضو المكتب السياسي للمؤتمر من اجل الجمهورية) فيرى أن مصطلح "المؤقت" هامشي استنادا الى أن المجلس التأسيسي هو منتخب من الشعب ومن ممثلي الشعب بقي أن المدة الزمنية لم تحدد بعد. وقال:"عبارة (مؤقت) لا معنى لها استنادا الى أن مصطلح المؤقت ينطبق على شخص سيمرر السلطةإلى غيره". مضيفا أن مصطلح "مؤقت" تصحّ على الرئيس السابق فؤاد المبزع لكنها لا تصح على المرزوقي، مشيرا إلى أن المدة الزمنية لم يتم ضبطها بعد والتي ستتحدد عبر المصادقة على الدستور وترجمته على ارض الواقع." واكد العبيدي في جانب آخر ان المنصف المرزوقي يمثل رئيس الجمهورية في المرحلة التأسيسية استنادا الى انه منتخب من قبل المجلس التأسيسي وبالتالي فان كلمة "موقت" ليست في محلها.