تعرض صباح أمس الخميس، أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس، فريق تلفزي تابع لمؤسسة التلفزة التونسية، إلى عملية اعتداء بالعنف الشديد، لما شرع في تصوير بعض المشاهد، وإجراء حوارات مع مواطنين حول أحداث الثورة التونسية، ومسيرة صفاقس يوم 12جانفي 2010 التي كانت حاسمة ضدّ نظام المخلوع وهيأت لثورة 14جانفي وهروب بن علي. وأفادنا الزميل الصحفي قيس هماني، انه كان برفقة كل من المصور التلفزي عمر ين قيراط، والعون المساعد محمد العيادي، والسائق نبيل الخضراوي، لما هاجمه عدد من المواطنين الذين تجمعوا أمام الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس، احتجاجا على وضعيتهم المهنية ومطالبهم التي لم تتم الاستجابة لها، فعمد بعضهم إلى تكسير معدات التصوير، وجذب زميلنا لمسافة طويلة من ملابسه، والاعتداء عليه بالعنف الشديد، أمام الحاضرين والمارة، وإهانته بالسب والشتم، ونعته بأبشع الصفات، وثلب الصحفيين، وأسرة الإعلام عامة، احتجاجا على عدم اهتمام التلفزة التونسية بمشاكلهم، وتبليغ صوتهم إلى المصالح المعنية، بعد أن حضروا صباح أول أمس الأربعاء، أمام مقر إذاعة صفاقس، لما كان الفريق التلفزي في مهمة خارج الولاية. وعلمت "الصباح" في نفس السياق، أن الفريق التلفزي الذي وقع تعنيفه، سيتولى تقديم قضية عدلية في الغرض، لتتبع المعتدين، بعد أن تم تحديد هويتهم، فيما تم إشعار النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بتفاصيل الحادثة، وإعلام إدارة التلفزة لاتخاذ الإجراءات اللازمة في الغرض. ومن جهة اخرى فقد عبرالعديد من الصحفيين في الجهة عن امتعاضهم الشديد من هذا الاعتداء الشنيع والمجاني، والمرفوض، مهما كانت مبرراته وأسبابه ودواعيه، ونددوا بسلوك بعض المواطنين الهمجية التي تنم عن تخلف وجهل حقيقي، وسلوكات مشينة،لا سبيل لإتيانها تجاه الصحفيين، الذين يحرصون على نقل الأحداث وتصوير مشاغل المواطنين بكل حياد ومهنية واستقلالية، منذ اندلاع أحداث الثورة وفي مختلف الجهات دون استثناء، وطالبوا بتجريم كل اعتداء يمس الصحفيين، والتنصيص على ذلك في الدستور القادم للبلاد. يذكرأن هذا الاعتداء، كانت قد سبقته عمليات تعنيف أخرى، مورست ضد الزميل قيس هماني في مدينة صفاقس وسيدي بوزيد.