يعيش العديد من جرحى الثّورة في مدينة تالة ظروفا صحّية واجتماعيّة قاسية فقد تمّ تجاهلهم من قبل الحكومات السّابقة حسبما ما أكّده أحد الجرحى الذي تحدّث ل»الأسبوعي» بتأثر كبير حول وضعه الصّحيّ الصعب وحياته التي أضحت شبيهة بالجحيم.. هو «الشّهيد الحيّ» كما يسمّونه نورالدين بولعابي المشهور باسم «النوري» يعيش وضعا نفسيّا وصحيّا واجتماعيا مأساويا، تعرّض في اللّيلة الفاصلة بين 8 و9 جانفي، إلى 4 رصاصات اخترقت جسده لتستقرّ اثنتان منها إلى الآن في بدنه. «الأسبوعي» زارت هذا الجريح وسألته عن وضعه الصّحي والخطوات التي قام بها لاستئصال ما علق بجسده من شظايا.. يقول البولعابي: «لقد زرت تقريبا كلّ المستشفيات الكبرى في تونس: الرابطة، شارل نيكول، سهلول وأريانة منذ شهر جانفي 2011 ولكنّ الأطبّاء وبعد تعرّفهم على أماكن تواجد الشظايا في جسمي من خلال عشرات الصور بالأشعة، أكّدوا أنّه من الصّعب إزالة هذه الشظايا لتواجد البعض منها في أماكن حسّاسة». حالة النوري تتطلّب عمليات جراحية دقيقة في مصحّات خارج الوطن وهو ما يتطلب أموالا طائلة، والحال أنّ ظروفه قاسية جدّا فهو أب ل 4 أطفال يدرسون في الابتدائي والثانوي، وحتّى المنحة التي تحصّل عليها كدفعة أولى من التعويضات أنفقها في التنقلات وشراء الأدوية باهظة الثّمن وفي الصور بالأشعة والتّحاليل. كما يضيف محدّثنا: «هناك شخص من أهل البر والإحسان اتّصل بالإذاعة الوطنية قصد مساعدتي على الذّهاب إلى الخارج وطلب منهم معلومات عنّي بعدما سمع بحالتي ولكن لم أتمكّن من الاتصال به وعليه فإنّي أجدد عبر جريدتكم دعوتي لمن أراد أو يريد مساعدتي على إجراء عملياتي الجراحية». النّوري يطلب عبر «الأسبوعي» من الحكومة الجديدة الإسراع في تفعيل قرار النّظر في حالات الجرحى الصعبة، حتّى لا يحدث له ما لا يحمد عقباه ويتمنى أن يلقى الجرحى الاهتمام الذي يستحقّونه.