القميص والطاقية الأفغانية كانا عنوان لباسهم الموحد وبترخيص من جامع الفتح.. فرض باعة كتب القرآن والتفسير والسنة والأحاديث النبوية.. استحقاق "احتلال" قارعة شارع الحرية بانتظام وبعيدا عن ملاحقات أعوان البلدية المتابعين للانتصاب الفوضوي أو ازعاج ضريبة "مكاسي" الأسواق الأسبوعية... بحذر مررت بين عناوين "معركة الحجاب" و"الكبائر" و"الروح" و"تنوير الحوالك على موطإ الامام مالك" و"الوسائل الجلية لنصرة الدعوة السلفية" في حين استوقفني ما كتب حول "الارهاب وآثاره السيئة على الأفراد والأمم" و"الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة" و"حكم المظاهرات" و"الترهيب والترغيب"... التي فاحت منها رائحة السياسة وحلول الأزمات الاجتماعية.. أحد بائعي الكتب أكد ل"الصباح" أنه يشرف شخصيا على اختيار العناوين التي يبيعها.. فهو يسهر على :"عدم تسويق كتب العلماء المكفرين.." ويقصد بذلك والكلام له أيضا "كتب أبو قتادة الفلسطيني وأبو محمد المقدسي وسيد قطب"... وأضاف انه يهتم جدا بمسألة توجيه الحريف الى شراء الكتب "المتزنة والتي تقدم له قراءة علمية سليمة للدين الاسلامي.." وعن المصدر الذي منه يجلب باعة شارع الحرية سلعهم، ذكر محدثنا أنه يقوم بإدخال الكتب من كل من مصر وليبيا والجزائر.. وعن خلطات الطب البديل والحبة السوداء دواء لكل داء.. والعقاقير المنصوح بها لتخفيف الوزن وتسريع الانجاب وعطور الجزيرة العربية.. بين بائعها أنها مواد تجمع بين المستورد وتونسي الصنع وعليها اقبال لا بأس به.. وهي خلطات ومواد طبيعية بالأساس ليس فيها اي خطر على مستهلكيها. أما بالنسبة للجلابيب وللباس الخاص بالمنقبات والأقمصة والطاقية اعتبر بائعها أنها "لباس المسلم والمسلمة صنعت وفقا للمقاييس التي ذكرها الفقهاء وحملتها الأحاديث والكتب المقدسة.." حول تعامل السلط المعنية مع هذه السلع التي يبدو أنها وضعت خارج خارطة مراقبة الانتصاب الفوضوي التي لا تشمل واجهة بيوت المسلمين.. اتصلت "الصباح" ببلدية تونس فأكد رئيس مصلحة الانتصاب الفوضوي الخطوي الحلبوني أن : "الشرطة البلدية تتصدى لظاهرة الانتصاب الفوضوي كسلوك مهما كان نوعه أو مكانه." وأضاف: " ان عملية المراقبة موجودة وتعمل وفقا لمنظومة قائمة الذات وكل ما هو انتصاب في الطريق العام ممنوع." وأن المراقبة ستشمل دون شك واجهات المساجد والجوامع...