أجمع أغلب الحاضرين أثناء عرض الفيلمين القصيرين "رغوة" لكريم بسيّسة و"قاع البير" لمعز بن حسن صباح أول أمس بقاعة العرض التابعة لشركة "كوينتا للاتصالات" بقمرت أن السينما التونسية لا تزال تعاني من مشكلة نقص الدعم حيث أكدت الممثلة دليلة مفتاحي التي كانت أحدى المشاركات في فيلم "قاع البير" أن الإبداع في الفن السابع لا يزال يرزح تحت طائلة الدعم الذي لم يبلغ بدوره المستوى والإقبال المطلوب نظرا لأن أصحاب الأموال يحجمون عن دعم الإنتاجات الفنية والثقافية بما في ذلك السينما في المقابل يوجهون استثماراتهم إلى مجالات أخرى أبرزها مواد الأكل والحلويات وما تبعها إذ تقول:" يحز في النفس أن نرى الإقبال يتزايد على الاستثمار في مواد الاستهلاك لأن ذلك يعد دليلا قاطعا على أن ثقافة غذاء البطن والغرائز تعد أهم من ثقافة تغذية الفكر والنفس الأمر الذي حال دون انجاز إبداعات وأعمال متميزة تعكس قدرة الكفاءات والإمكانيات والمواهب التي تزخر بها بلادنا." من جانبه اعتبر الممثل معز التومي أن نقيصة الدعم تعد أبرز معضلة تبتر لا بل تقبر كل مبادرات الإبداع لذلك عبر عن مساندته لكل مشروع يلاقي النور حتى وإن لم يكن مشاركا فيه حيث يقول:" أعتبر إصرار البعض على العمل وتقديم أفلام جديدة بالأساس بمثابة التحدي الذي يحسب في جانب كبير منه للسينما التونسية. فأغلب المخرجين يتكبدون متاعب كبيرة من أجل ضمان دعم لانتاجاتهم سواء من تونس أو خارج تونس وهو ما يجب أن تعمل المؤسسات والهياكل الثقافية عامة والسينمائية خاصة على العمل من أجل تجاوزه لا سيما أننا نعتبر أنفسنا في مرحلة انتقالية تشهد دعوات بالجملة وتوجه إلى إعادة البناء والتأسيس لكل ضوابط العمل والإبداع التنظيمية والقانونية." مبادرات أما المخرج الشاب كريم بسيّسة صاحب أول فيلم قصير صوره بعد انتصار الثورة من إنتاج طارق بن عمار وهو "رغوة" ومدته 11 دقيقة فقد اعتبر ما حظي به من فرصة لدعم أول تجربة في إطار الاحتراف بمثابة التأكيد على إمكانية استشراف مستقبل أفضل للقطاع خاصة إذا تعلق الأمر بالتوجه إلى فتح آفاق العمل والإنتاج للمواهب والطاقات الشابة التي تزخر بها الساحة السينمائية في بلادنا نظرا لما تتميز به من مؤهلات تعليمية ومهنية مختصة. وأشاد كريم بسيّسة بالدور الكبير الذي لعبه نبيل كيلا المدير العام لمخابر قمرت في احتضان مجموعة من الشباب وفسح مجال الاحتكاك بمخرجين عالميين والعمل إلى جانبهم خاصة أنه عمل مساعدا مع المخرج العالمي "جون جاك أنو وغيره كما مكنتهم تلك المبادرات من تقديم أفلام بمقاييس عالمية. كما اعتبر فيلمه "رغوة" الذي تجسد مشاهده كل من نادية بوستة وتوفيق العايب وحسام الساحلي والشاذلي العرفاوي يجسد رؤية خاصة للواقع التونسي بمختلف أطواره وتطورات الأحداث فيه والثورة إحدى محطاتها لتمر كالفقاقيع أو الرغوة التي تتناثر إثر الغسيل أو اللعب والعبث من خلال اعتماد مشاهد المراوحة بين الماضي والحاضر وقد كان للموسيقى المرافقة للفيلم التي أهدتها ياسمين عزيز دور في توجيه اهتمام المشاهد. من جانبه فسر مخرج فيلم "قاع البير" معز بن حسن اكتفاءه طوال مسيرته في عالم الفن السابع بلعب دور ثانوي في الإخراج أو ضمن الفريق التقني أو الاكتفاء بكتابة السيناريو أو المشاركة فيه بسبب عدم توفر فرص الدعم اللازمة وعبر في المقابل عن تفاؤله بمستقبل القطاع من خلال الفرصة التي أتاحها له كل من طارق بن عمار عماد الأسود بالتكفل بانتاج فيلمه هذا الذي شارك في تجسيد أطواره كل من دليلة مفتاحي ومحمد ساسي الغربالي وإنصاف بن حفصية وحنان بلعيفة وغيرهم. كما اعترف انه استفاد من التجربة التي خاضها من خلال مشاركته في عديد الأفلام الأجنبية وذكر من بينها و فيلم "باب السماح" الذي وضع له السيناريو وأخرجه الإيطالي فرانشيسكو سبيراندي.