نحو الابقاء على الرمزية التاريخية لساحة محمد علي علمت "الصباح" أن المقر الجديد للاتحاد العام التونسي للشغل أو"دار الشغالين" كما يطلق عليها بعض النقابيين الواقع بمنطقة حي الخضراء بالعاصمة بالقرب من مقر اتحاد الصناعة والتجارة، سيتم تدشينه في غرة ماي المقبل الذي يصادف عيد الشغل. ورجحت مصادر مسؤولة بالمكتب التنفيذي للاتحاد أن يتم فتح المقر الجديد خلال أسابيع قليلة خاصة بعد أن أوشكت عمليات البناء على الانتهاء. علما أن التسليم الرسمي للمقر من قبل المقاولات المشرفة على الأشغال ستتم في نهاية شهر مارس المقبل. جدير بالذكر ان المقر الجديد كلف الاتحاد حوالي 20 مليون دينار على مساحة جملية تفوق 20 ألف متر مربع موزعة بين مكاتب ادارية ومركز للمؤتمرات يتسع ل600 مقعد، ومتحف ومكتبة وفضاءات لوجستية، ومآوى للسيارات.. وقد تم تصميم المبنى حسب المواصفات البيئية ومتطلبات الاقتصاد في الطاقة واستعمال الطاقات المتجددة.
حلم الشغالين يتحقق
ستتوج دار الشغالين حلما طالما راود النقابيين، وذلك بعد اتمام الاتحاد من بناء كافة مقراته الجهوية والمحلية. علما أن التصميم المعماري للبناية يعكس فكرة التضامن والوحدة والاستقلالية والديمقراطية والحداثة. كما ترمز دار الشغالين لمكانة اتحاد الشغل في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية للبلاد. ومن المقرر أن تأوي دار الاتحاد كافة الأنشطة النقابية والإدارية والثقافية للإتحاد وتتكون من مكاتب موزعة على سبع طوابق بما في ذلك الأقسام وأنشطة الجامعات والنقابات العامة. اضافة إلى طابقين سفليين مخصصين لإيواء مطبعة جريدة الشعب والفضاءات الفنية واللوجستية ومأوى يتسع ل125 سيارة. كما تتوسط البناية ساحة كبيرة سيطلق عليها «بطحاء دار الإتحاد».
نقل تدريجي والحفاظ على رمزية المقر القديم
ووفق ما توفر لدينا من معطيات فإن عملية نقل مكاتب الاتحاد والأرشيف الإداري ستتم بصفة تدريجية من ساحة محمد علي المقر التاريخي للاتحاد إلى المقر الجديد، لكن المهم في الأمر أن التفكير يتجه صلب المركزية النقابية إلى الحفاظ على رمزية المقر القديم وقيمته التاريخية والتأثيرية، خاصة أنه يستقر في قلب العاصمة وكان محور عديد التظاهرات الشعبية وانطلقت منه عشرات الحركات الاحتجاجية خلال عدة عقود، ناهيك أن الاضراب الشعبي الشهير ليوم 14 جانفي انطلقت نواته الأولى من ساحة محمد علي قبل أن يتجه إلى قلب شارع الحبيب بورقيبة.. ومن الأفكار المطروحة للنقاش هو أن يتم اعادة تهيئة المقر القديم بعد انتهاء عملية النقلة إلى المقر الجديد. كما أن فكرة احتفاظ الأمين العام واعضاء المكتب التنفيذي على مكاتبهم في ساحة محمد علي مطروحة بشدة، بالتوازي مع المكاتب المخصصة لهم في المقر الجديد كما يرجح أن يوزع المكتب التنفيذي اجتماعاته الدورية بين المقرين.