عاش أمس الأول مصنع «ليوني» بماطر يوما حافلا بالأحداث اتجهت الأنظار خلاله الى كاتب عام النقابة الأساسية التابعة لاتحاد عمال تونس إذ بعد أن أكد له البعض أن وكيل الجمهورية ببنزرت قد يودعه السجن بناء على شكايات رفعت ضده وتتعلق حسب بعض المعطيات الاولية باعتداء بالعنف وتحويل وجهة حافلات المصنع، تحول الكاتب العام للنقابة إلى المصنع وحاول محاورة أحد الإطارات الألمانية من المجمع العالمي لكن الإطار أعلمه أن حضوره بالمصنع هو لمراقبة العمل فقط وبالتالي لا دخل له في الأمور الأخرى. حينها توجّه إلى إدارة المصنع مطالبا برخصة نقابية مدتها شهر فتحفظت الإدارة في البداية على الطلب ولكن مع تدخل ممثلين للسلط المحلية تم الاتفاق على إجراء المفاوضات والنقاشات بمقر المعتمدية للحفاظ على مناخ العمل في المصنع. النقاشات بدأت هادئة في البداية لكن بعد ورود مكالمة هاتفية مطولة على الكاتب العام للنقابة تغيرت نبرته فجأة وطالب بتراجع الإدارة عن كل القضايا التي رفعتها ضده وإرجاعه إلى وظيفته. وفي حدود الساعة السابعة مساء تحول في حالة هيجان شديد إلى المصنع وسكب على نفسه سائلا قابلا للالتهاب مهددا بالانتحار حرقا في صورة عدم تراجع الإدارة عن تتبعه عدليا غير ان ثلاثة شبان أحبطوا العملية ونقلوه إلى مكان ما، وقد أفادنا إطار طبي بأن الحالة الصحية لكاتب عام النقابة قد تشهد تعكرات بما أن المادة التي سكبها على نفسه لها تأثيرات سلبية جدا على الجلدة. وإثر هذه الواقعة قدمت تعزيزات من الشرطة والجيش الوطني ورابطت بمحيط المعمل.. أما في الداخل فساد توقف شبه كلي للعمل وحاصر بعض العمال الرئيس المدير العام للشركة وضيفه الألماني حتى الثانية صباحا في مكتبه مطالبين إياه بإمضاء وثيقة إيقاف التتبع العدلي ضد الكاتب العام للنقابة قبل أن يتدخل وكيل الجمهورية ببنزرت ويتمكن أعوان الأمن والجيش من إخراجهما ليتواصل الجدل بين العمال بين مصر على العمل وآخر يدعو لحماية الكاتب العام للنقابة، ولكن في صباح أمس تمكن جمع من إطارات المصنع أصيلي المدينة من إقناع نسبة كبيرة من العمال باستئناف الإنتاج وهو ما تم فعلا في حدود الساعة التاسعة و النصف وقد لاحت الأمور بعد ذلك هادئة داخل المصنع وخارجه فيما لوحظ غياب تام لممثلي الإدارة التونسية للمجمع.
إيقاف الكاتب العام
وبعد سويعات أذنت السلط القضائية ببنزرت بإيقاف كاتب عام النقابة الأساسية التابعة لاتحاد عمال تونس بمصنع «ليوني» بماطر على ذمة الأبحاث المجراة على خلفية شكايات مرفوعة ضده تتعلق بالعنف وتحويل وجهة حافلات المصنع، وهو ما تسبب في إقدام عدد من العمال المتضامنين معه إلى غلق مدخل المنطقة الصناعية بماطر.
وفي خضم كل هذه الأحداث أصدر اتحاد عمال تونس بيانا أكد فيه أن «المطلوب من جميع العمال مواصلة العمل فورا والحرص على سلامة المناخ الاجتماعي وضمان الانتاج بالنسق المطلوب. أما فيما يتعلق بوضعية الأخ محمد منعم الدراجي الكاتب العام للنقابة الأساسية فإن الاتحاد يسعى مع ادارة المؤسسة الى ايجاد حل يرضي الجميع».