يبدو أن النادي الصفاقسي ظل وفيا لعادة سلبية دأب عليها منذ سنوات عديدة وتتمثل في الدخول للموسم بكيفية محتشمة والتفريط في عديد المقابلات والنقاط التي حرمته من المراهنة على الألقاب في كثير من المناسبات.. وإذا كانت العثرات لها ما يبررها في بداية هذا الموسم بسبب الهوة العميقة بين اللاعبين والممرن الألماني رينهارد ستومب فإن اعفاءه من مهامه وعودة المدرب نبيل الكوكي حرّك شهية الكثير من الأنصار لتدارك ما فات وإعادة الروح للمجموعة التي فقدتها.. وفعلا كان عند حسن الظن رغم أنه كان بالإمكان أحسن ما كان لو تجرأ على تعويض اللاعب الصاعد محمد علي منصر الذي لم يكن في يومه وخاصة سلامة القصداوي الذي فقد الكثير من بريقه ونجاعته منذ بداية الموسم والذي لا يفسر هذا التراجع إلا بمروره بفترة فراغ عابرة باعتباره أكد في عديد المناسبات أنه من المهاجمين اللامعين والدليل أنه كان أساسيا في بطولة إفريقيا للاعبين المحليين بالسودان وفيما عدا ذلك وفق نبيل الكوكي إلى حد بعيد واستطاع أن يعيد في ظرف ليس بالطويل الروح لأغلب اللاعبين وحتى النكهة اليهم فقدموا عرضا محترما للغاية فرضوا خلاله سيادتهم في الجزء الأكبر على منافس من الحجم الثقيل جدا وكان بإمكانهم الخروج بالتعادل على الأقل لو لم يتفنن لاعبوه في اهدار الفرص السانحة للتسجيل التي وفرتها المجموعة بأسرها وخاصة اللاعب المبدع ماهر الحداد نخص بالذكر تلك التي أضاعها ادريسا 94د بعدما أهداه كرة على طبق من ذهب لإسكانها الشباك.. وإذا كانت النظرة قد تغيرت في السنوات الأخيرة والتي أصبح معها الأحباء يطالبون بالنتيجة لا بالأداء فإن الارتياح كان كبيرا يوم أمس في صفاقس وفي كل مكان يأوي أحباء الفريق لأنه قدم واحدة من أفضل مقابلاته الرائعة منذ أمد بعيد ولأنه بعث الطمأنينة بلعب دور بارز جدا في كأس الاتحاد الافريقي نظرا لأنه سيعول في نهاية الأسبوع على المهاجم الواعد داودا كاميلو أمام الأولمبي الباجي وقد يستنجد باللاعب الواعد جدا زكرياء اللافي في المقابلة ذاتها. والآن وقد أهدر النادي الصفاقسي العديد من النقاط في سباق البطولة ويسعى جاهدا لتدارك ما فات لأن كل شيء جائز فإنه سيركز أكثر فأكثر على مشاركته في كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم.. وبما أن الفريق الكونغولي فاز يوم الأحد على منافسه من افريقيا الوسطى (2/0) فإن الاحتمال الأقرب يتمثل في أن يكون ممثل الكونغو المنافس القادم للنادي الصفاقسي.