«هنّ يبدعن» ذاك هو عنوان التظاهرة التي نظمتها وزارة الثقافة والمندوبية الجهوية للثقافة احتفالا باليوم العالمي للمرأة والتي شهدت بعض فعالياتها دار الثقافة ابن رشيق يوم الجمعة بحضور وزير الثقافة السيد مهدي المبروك وعدد كبير من النساء وممثلي جمعيات المجتمع المدني والمثقفين وجمهور غفير من الشباب الذي تدفق للظفر بفرصة اللقاء مع المطربة الفلسطينية كميليا جبران وحضور عرض بديعة بوحريزي. الجمهور الذي جاء من أجل فضيلة الشابي التي قرأت «الملحمة» وفاطمة بن فضيلة التي قرأت «لا وقت لي» لم يكن بالقليل وإن كان في معظمه نوعيا وقد انتشى بما ألقته الاثنتان على أن بعض الجمهور تمنى لو بدأت الأمسية بمنح الشاعرتين فضيلة الشابي وفاطمة بن فضيلة فرصة افتتاح الأمسية. صحيح إنه تمّ إعطاء الفرصة لأصوات شعرية جديدة ولكن هذه الأصوات الجديدة المحدودة المواهب والقدرات لم يكن لها أن تظهر وتحصل على فرصتها على حساب شاعرات تونس المناضلات واللاتي نتباهى بهن في المحافل العربية والدولية وتدرّس أشعارهن في الجامعات ويقدم حضورهن الإضافة والتميّز لأية تظاهرة. انطلقت التظاهرة بتدشين السيد مهدي المبروك لمعرضي الإصدارات النسائية والفنون التشكيلية «أنامل نسائية» وقد شاركت فيه علياء الكاتب سعاد الشهيبي وأسماء مجدوب ودرصاف البنزرتي وإيناس العربي وقمر قربع ولطيفة العبيدي ومها الهمامي ومنى البرادعي وسناء بن سالم وزبيدة دغفوس وبسمة بن يحيى وآمال زعيم وكوثر العرقوبي ومبروكة برينصي وليلى السلماوي وصلوحة حمدي وفردوس برينصي وحنان بن ناجم ولمياء جنويز وعواطف بجاوي وكرامة بن عمر ويسر السماوي وفاطمة عمارة وهاجر عبد الهادي ونجاة الذهيبي. ثم قرأت أمامة الزاير قصائد بيت الطاعة وتفاصيل ليلة البارحة، ولو يصغى قليلا لهذا الليل وأوراد المسافر الأخير، وقرأت إيمان بليش امرأة تعانق الحرية، فارسة الشعر المقاوم، وفاء إلى مناضلات وطني. أما الفقرة الغنائية الأولى في هذه التظاهرة فقد أمنتها المطربة الفلسطينية كاميليا جبران العازفة على العود والقانون وعلى بعض الأدوات الموسيقى الشرقية الأخرى ومثلت طيلة 20 سنة صوت المقاومة والصراع من أجل الحرية في فلسطين. وقد عرفت تجربتها منعرجا هاما سنة 2002 حيث اتجهت إلى أساليب موسيقية مختلفة وأنتجت محطات. ثم «مكان» و»وميض» ومن هذه الألبومات غنت بعد أن طلبت من الجمهور الاستماع دون صراخ ولا جلبة قائلة: «موسيقانا لا راقصة ولا صاخبة لذا أرجو الاسترخاء والإنصات». غنت «وميض» من كلمات فاضل العزاوي و«نعرف» لعائشة ارناووط و«سكينة الحلم» للشاعر المغربي حسن نجمي الذي غنت له أيضا «اعرف انك تنامين في نبع الحياة.. لذلك اشرب ماء الأنهار.. لعلها مرت برفاتك». ومن كلمات ديميتري أناليس اقتبست «ولسنا» ومن كلمات فاضل العزاوي غنت أيضا «الموجة تأتي». وقد نأت كاميليا بأغانيها هذه عن الفولكلور والموسيقى الكلاسيكية الفلسطينية وحكت فيها عن السلام والحب، وخاطبت القلب والروح بلغة هادئة تزرع محبة الحياة، والأمل والسلام وحلقت بالحضور عاليا في أجواء ومناخات القصائد وقد سألتها «الصباح» بالمناسبة وبعد ان صرحت أنها قارئة جيدة للشعر والرواية العربية والعالمية ومنها تستلهم وتقتبس وتختار كلمات أغانيها عما إذا كانت لديها فكرة التعامل مع الشعراء التونسيين فعبّرت عن شديد رغبتها في النهل من المدونة الشعرية التونسية. الفقرة التي أمنتها بديعة البوحريزي غنت وعزفت فيها على القيثارة واتخذت من الجذور الحرّة للأغنية الملتزمة مسارا نحو الأفق وكلها من تأليفها وتلحينها وهي التي مرّت بتجربتها من مختلف أنواع الموسيقى الحديثة ومن موسيقى الجاز والروك والريغي والهيب هوب، قبل ان تستقر على مشروعها المنفرد وهو إبراز جوهر روح سكان شمال إفريقيا الأصليين حتى أصبح لها أسلوب جديد خاص تفاعل معه الجمهور وصفق لها طويلا رغم بعض الاحتراز على مضمون البعض من أغانيها. وستتواصل تظاهرة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة وتشتمل على ندوة فكرية بعنوان «الإبداع الثقافي النسائي وخصوصيات المرحلة» وعلى عرض مسرحيات «توأمة» و«هن» و«مفقودة» و«سيبني نحلم» و«حريم».