اختتمت ليلة السبت بالمسرح البلدي بالعاصمة الدورة الثانية لمهرجان السينما الروسية والذي قدم عروضه من 31 مارس الماضي إلى غاية السابع من أفريل الحالي بالعاصمة تحت شعار «ربيع روسيابتونس» فيما تتواصل هذه الأنشطة الفنية للجمعية التونسية للتبادل الثقافي بالتعاون مع مؤسسة «موسفيلم» للسينما الروسية بكل من سوسة من 13 أفريل إلى 23 من الشهر نفسه وفي مدينة الحمامات من 28 أفريل إلى 5 ماي. وكان الجمهور على موعد مع بالي «سيرغي دياغيليف» التابع للمركز الثقافي الروسي بتونس في حفل افتتاح المهرجان. نفس البالي قدم عرضا له خلال حفل الاختتام وتوزيع جوائز هذه التظاهرة حيث شهدت لوحات الفتيات الراقصات على أنغام موسيقى الروس التقليدية تفاعلا كبيرا من الحضور خصوصا لما تحمله حركاتهن من جمالية وإتقان ورغم الصعوبات التقنية التي رافقت فقرة بث شارة المهرجان والإعلان عن النتائج إلا أن السهرة تميزت بحميمية اللقاء بين جمهورها الذي جمع حبّ السينما بالرغبة في اكتشاف الآخر. الفنانون الروس الحاضرون بالمهرجان أعلنوا خلال تسلمهم جوائزهم عن مدى سعادتهم بالحضور إلى بلادنا والتعرف على خصوصياتها الحضارية والفنية مشيرين إلى ضرورة دعم التعاون بين سينمائيي البلدين ومن بين هؤلاء الداعين لمشاريع فنية وثقافية مشتركة المنتج والسينمائي الروسي الكبير «Oboukhoy Youri» وصاحب جائزة أفضل فيلم وثائقي في التظاهرة «Nikolay sologybovski» الذي عبّر عن عمق العلاقة التاريخية بين روسياوتونس والدليل فيلمه «Anastasia» تلك المرأة الروسية التي قدمت الكثير لتونسوروسيا ونقلت صورة مضيئة عن المهاجرين الروس الاوائل لبلادنا حيث جاءت إلى مدينة بنزرت مع والدها العسكري وهي في السابعة من العمر ولم تغادرها أبدا حتى توفيت في سن الخامسة والتسعين. من جهته شارك الفنان رؤوف بن يغلان في تقديم هذه السهرة وفي التشجيع على هذا التبادل الحضاري وقال في هذا السياق «السينما ساهمت في اختزال المسافة الجغرافية بين تونسوروسيا وهنا تكمن قيمة الثقافة ذات الفعل السحري الذي تعجز السياسة عن تحقيقه» وأضاف بن يغلان إن كانت السياسة تصنع تحالفات الدول فإن الثقافة قادرة على جمع الشعوب. وقررت لجنة التحكيم المتكوّنة من الاعلامية سميرة الدامي والمخرج الحبيب المستيري وكريم حمودة وربيع الزموري ومصطفى التايب (غاب رئيسها فتحي الهداوي عن الاختتام بسبب ارتباطه بتصوير حلقات مسلسله الرمضاني «من أجل عيون كاترين») تقديم جوائزها لأفضل الأشرطة التي تميزت عن غيرها بالحبكة الدرامية رغم تنويه اللجنة بصعوبة الاختيار لحرفية الافلام المشاركة على جميع المستويات الفنية والتقنية وفي هذا السياق حصد فيلم «sans parole» جائزة أفضل فيلم قصير فيما توج شريط « La maison du vent » بجائزة الجمهور و»L Empire disparu» تحصل على أفضل سيناريو ضمن الأعمال السينمائية المشاركة وختمت سهرة السينما الروسية بمشاهدة الشريط المتوج بالجائزة الكبرى «Wolfhound». يذكر أن الدورة الثانية للمهرجان «ربيع روسيابتونس» قدمت مجموعة من الأعمال السينمائية الروسية الحديثة والقديمة منها المندرجة في خانة الأفلام الروائية الطويلة وأخرى قصيرة ووثائقية كما أعلن منظمو التظاهرة وبالتعاون مع السينمائيين التونسيين عن تنظيم أسبوع للسينما التونسية في روسيا قريبا.