حظي معرض جمعية الفنون التشكيلية بدوزالذي يحتضنه رواق 14 جانفي وينتصب وسط مدينة دوز باهتمام ومتابعة أغلب من واكب مهرجان دوز الوطني للفن الرابع الذي انتظم مؤخرا. ولعل العامل المحفز على هذا الاهتمام يتمثل في اسم الفنان صالح الصويعي رئيس الجمعية والمشرف على هذا المعرض. فلا أحد ينكر قيمة هذا الفنان كمبدع متعدد الاختصاصات تجلت في مساهمته الفعالة في تطوير وإثراء المشهد الثقافي والفني تجاوز صداها الجهوي والوطني ليحظى بصيت عالمي نظرا لما اضطلع به من مهام عديدة ومتنوعة خلال مسيرته التي انطلقت منذ بداية السبعينات وكانت نتيجتها أعمالا متميزة وخالدة سواء في التعليم والتكوين في الفنون التشكيلية والرسم والنحت أو في التمثيل والإخراج والإنتاج في المسرح والسينما وكتابة الشعر وفن الحكاية فضلا عن إنتاج عديد البرامج الإذاعية. ليكون التميز لهذا الفنان في تصميم وإخراج العروض الفرجوية الضخمة على غرار حفل افتتاح كأس إفريقيا للأمم بتونس سنة 1994 أو عروض افتتاح مهرجان دوز الدولي للصحراء في عديد المناسبات أو مهرجان أوسو وغيرها من عروض افتتاح تظاهرات رياضية وثقافية وفنية جهوية ووطنية ودولية. تقلد عديد المناصب في المجالين الثقافي والفني اعتبرها صالح الصويعي بمثابة الفرص الهامة التي أتيحت له ليقدم ما يملك من قدرات للإبداع في مجالات مختلفة دون شروط لأن لا هم له سوى الغوص في عالم الفكر والفنون وتسخيرها لخلق عوالم نسج كنهها في خياله وفق مقاييس استلهمها من الواقع بما يحتويه من معطى طبيعي وموروث حضاري وخصوصية اجتماعية. فكانت تجاربه زاخرة بأعمال ساهمت في إثراء المنجز الفني في بلادنا من ناحية والتعريف بالمخزون الثقافي والحضاري لمدينة دوز من ناحية أخرى. كما نجح الفنان صالح الصويعي خلال السنوات الأخيرة في تحويل الجهة إلى مجال للتكوين والإبداع في قطاع الفنون التشكيلية من خلال بعث جمعية تعنى بهذا الفن في دوز منذ سنة 2005 استقطبت أعدادا هامة من أبناء الجهة والمناطق المجاورة من المولعين بهذا الفن بمختلف أنماطه خاصة أنه يتولى رئاسة هذه الجمعية. وتجلت مواطن الإضافة بالأساس في المعرض الذي انتظم برواق 14 جانفي للفنون على هامش مهرجان دوز الوطني للفن الرابع في دورته الأخيرة. وأكد صالح الصويعي أنه حرص على عرض جانب من انجازات أكثر من 42 من الفنانين التشكيليين الذين ينضوون تحت هذه الجمعية. وسجل المعرض حضور مختلف الأنماط والألوان المعتمدة في الفنون التشكيلية لكن بإمضاءات تلامذة وطلبة وجامعيين وآخرين في اختصاصات مهنية مختلفة كرجل الأمن والمربي أو الشيخ البسيط العامل في القطاع الفلاحي. وبيّن رئيس الجمعية أنه أراد لهذه الجمعية أن تكون بمثابة المدرسة المفتوحة للإبداع بكل أشكاله ودون استثناءات وعلل ذلك بأنه كان على دراية بمن يملك قدرة على نظم الشعر والميل للأدب والكتابة وامتلاك الحس الفني قدرة على تطويع الألوان والتصور الخلاق الذي تتيحه الفنون التشكيلية. كما أكد أنه وجد التجاوب السريع من نسبة كبيرة من أبناء الجهة أو الجهات المجاورة مما يسر مهمته في التأسيس لمدرسة كانت دافعا لتوجيه ما يقارب مائة من شباب الجهة للتخصص في الفنون الجميلة في دراستهم الجامعية في السنوات الأخيرة اعتبرهم صالح الصويعي مستقبل صورة ناصعة للصحراء. كما تضمن المعرض جدارية من الحجم الكبير هي من تصميم صالح الصويعي وساهم في إنجازها أغلب المنضوين في صلب الجمعية اختاروا لها عنوانا»وصية الشهيد». علما أن هذا الفنان سبق أن أنجز منحوتات منتصبة في مداخل مدن دوز وتوزر وغيرهما. فيما اعتبر أن حلمه الفني الأكبر تجاه مسقط رأسه الذي لم يكتمل هو تغيير مدخل «السوق» والأسوار المحيطة به على طريقته وعلل سبب تأخر هذا المشروع التجميلي للمدينة التي تستقطب سياحا من مختلف الجهات بما يتطلبه المشروع من إمكانيات مادية. من جهة أخرى أكد صالح الصويعي أنه يسخر كل طاقاته وجهوده من أجل تحويل الجهة إلى منارة ثقافية تعكس ما تزخر به الجهة من مواهب وطاقات قادرة على الخلق والإبداع.