توترت الأجواء أمس الجمعة من جديد في القصرين على اثر رواج خبر إقدام شاب من حي الزهور على محاولة الانتحار حرقا فقام مجموعة من أصدقائه وأقاربه بإحداث الفوضى والهرج في المستشفى الجهوي اثر نقله إليه ثم توجهوا إلى وسط المدينة أين أشعلوا عدة إطارات مطاطية في المفترق المؤدي إلى حي الزهور أمام المقر السابق للجنة تنسيق التجمع المنحل... وأغلقوا الطريق الرئيسية للمدينة ولما تصدت لهم قوات الأمن رشقوها بالحجارة وهشموا بلور إحدى السيارات الأمنية ثم حاولوا مهاجمة مقر منطقة الأمن الوطني بشارع ثورة 14 جانفي 2011 واقتحامه إلا أن تطويقها بقوات كثيفة من الأمن كانت على أتم الاستعداد للتدخل منعهم من الوصول إليها قبل إقناعهم بالتفرق والانسحاب. ولمعرفة ملابسات ما حصل للشاب الذي قيل انه أقدم على محاولة الانتحار احتجاجا على وضعيته الاجتماعية وانه من جرحى الثورة اتصلت «الصباح» بمصدر امني من النقابة الجهوية لقوات الأمن الداخلي بالقصرين فقال لنا أن كل ما تردد حول الحادثة لا أساس له من الصحة وأن الحقيقة تتمثل في ما يلي: «الشاب المذكور تم إيقافه صباح أمس بعد أن صدرت في شانه برقية جلب من المحكمة العسكرية الدائمة بتونس لتورطه في قضية حرق مقر امني بالقصرين كما انه متهم في قضية إنزال علم تونس من ساحة الشهداء بحي الزهور بالقصرين وإبداله بعلم الجزائر والتحريض على الفوضى وهو ليس من جرحى الثورة وبمجرد إلقاء القبض عليه ونقله للمثول أمام حاكم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالقصرين غافل الجميع وهرب من قصر العدالة ثم توجه إلى ساحة الشهداء بحي الزهور وحاول إضرام النار في جسده لكسب التعاطف معه وتعطيل إجراءات تسليمه للمحكمة العسكرية فتم نقله إلى المستشفى الجهوي بالقصرين أين تبين انه لم يصب بأي أذى وحالته عادية تماما وبعد ظهر أمس استغل الفرصة وهرب من المستشفى وهو ما يؤكد انه لم يصب بأذى». هذا وقد اتصلت « الصباح « مساء أمس بالمستشفى الجهوي بالقصرين للتأكد من خبر هروبه فقيل لنا انه بالفعل فر من قسم الجراحة الذي كان يقيم فيه لمراقبة حالته و قد ابلغ الممرض المسؤول عن الجناح الذي كان يوجد به عن هروبه فوقع إبلاغ دورية الجيش الوطني المتمركزة هناك عن الحادثة كما تم إعلام السلط الأمنية بفراره من المستشفى. من جهة أخرى نشير إلى أن عملية إشعال الإطارات المطاطية بمفترق حي الزهور وما ذكرته إذاعة قفصة من تفاصيل حولها دون التثبت من حقيقة ما وقع أثارت الرعب في نفوس المواطنين الذين سارع اغلبهم بغلق محلاتهم التجارية خوفا من حصول مكروه لها كما أغلق مركز البريد وإقليم الشركة الوطنية لتوزيع واستغلال المياه و بقية الإدارات التي تشتغل بعد ظهر الجمعة أبوابها احتياطا من وقوع أعمال شغب لكن بفضل وعي أهالي القصرين وتدخل عديد الناشطين في المجتمع المدني ويقظة أعوان الأمن لم تشهد المدينة أية تطورات وعادت الأمور إلى نصابها بعد حوالي ساعة، والى حد مساء أمس لا احد غير السلط الأمنية والعسكرية والجهوية وإدارة المستشفى الجهوي على علم بهروب الشاب وأن ما حدث كله كان مجرد تمثيلية منه انطلت على مجموعة من الشبان الذين اندفعوا للاحتجاج تضامنا معه.