شهدت منطقة "الملاحة " برادس نهاية الاسبوع احداثا مؤلمة نتجت عنها اضرار مادية وبشرية علاوة على ايقاف عدد من الشبان وذلك اثر عملية فك اعتصام مجموعة من الشبان تعمدوا قطع الطريق المؤدي الى ميناء حلق الوادي بواسطة شاحنات تم افتكاكها من اصحابها وذلك احتجاجا على نتائج مناظرة نظمتها شركة الشحن والترصيف "ستام" رأى فيها الاهالي ضيما لعدم تجاوز نسبة تشغيل ابنائهم ثلاثة في المائة. وقد حصلت صدامات بين المحتجين وبين اعوان حفظ النظام داهم اثرها الاعوان عددا من المنازل نتجت عنها بعض الاضرار مما خلف استياءا لدى المتساكنين. "الصباح" حاولت استقصاء حقيقة ما حصل وزارت المنطقة المعنية ثم تحدثت الى عديد الاطراف.
دوافع الاعتصام
وقد ذكر انيس الوحيشي احد المعتصمين وهو متزوج انه عمل بشركة الشحن والترصيف بصفة عرضية مدة سبعة اعوام وانه دخل في الاعتصام الذي نظمه اهالي الحي مساء الجمعة للاحتجاج على القائمة التي اعلنت عنها الشركة التي ضمت اكثر من مائة منتدب بينهم اربعة فقط من ابناء الحي الملاصق للميناء واعتبر ذلك تقصيرا في حق المنطقة التي لها الاولوية في التشغيل لوجود اكثر من عشر شركات وطنية كبرى فيها. ومن جهته ذكر عبدالعزيز البكوش عمره 60 سنة ان متساكني الحي عملوا باعداد كبيرة بالميناء بصفة عرضية وقبلوا العمل بتعريفة منخفضة وبحلول شركة الشحن واعتماد الترسيم انقلبت الموازين واصبح قبول ابناء الحي شبه معدوم مضيفا انه غلق الطريق تم في اكثر من مناسبة سابقا وتم التفاوض مع السلط الجهوية لكن ما اجج حالة الاحتقان الحالية هي القائمة المعلن عنها والتي لم تشمل عددا مناسبا من ابناء المنطقة. ولاحظت اماني قاسمي متحصلة على الاستاذية في التصرف وهي عاطلة عن العمل ان الاعتصام هو رسالة الى اصحاب القرار قصد مراعاة الوضعية الاجتماعية لابناء الحي وادماجهم في سوق الشغل بالشركات القريبة من حيهم. وطالب (م- ب) باعتماد المسح الاجتماعي الميداني الذي قامت به مرشدة اجتماعية لتحديد اصحاب الاولوية في التشغيل بالمؤسسات الاقتصادية المحيطة بحي الملاحة.
مداهمات بعد رفض التفاوض
ذكر (ب- ف) احد المعتصمين ان الاعتصام انطلق في حدود الثالثة بعد الزوال من يوم الجمعة بقطع الطريق بواسطة شاحنات مع المطالبة بضرورة احضار وزير النقل كما تحول خمسة من المعتصمين الى مقر الولاية لتبليغ طلباتهم كما زارهم الوالي في حدود الحادية عشرة ليلا ورغم التفاوض معه فانه لم يقع فك الاعتصام وفي الثامنة صباحا فوجئ ومن معه بأعوان الامن يعتدون عليهم ويرمونهم بالغاز المسيل للدموع وتمت ملاحقة المعتصمين كما تمت مداهمات للمنازل. وذكر حسين بكوش ان ابنه عمره 29 سنة اوقف وهو في طريقه الى العمل كما تمت مداهمة منزل عمه وإخراج احد ابناءه رغم عدم مشاركته في الاعتصام وأكد على حصول عديد المداهمات ومعاينته لعديد الاضرار بمنازل الأجوار ولاحظ انه كان شاهد عيان لاعتداءات على المتساكنين وأضاف عبدالعزيز بالرابح (70سنة) ان ابنه مرسم بشركة ستام تم ايقافه اثناء عودته من العمل واكد اسماعيل خديم60(سنة) على حالة الذعر التي عاشها الحي نتيجة المداهمات للمنازل واستعمال الغاز بكثافة ملاحظا ان ابناء الحي حموا المؤسسات فترة الثورة فلم تتعرض الى الحرق مثل بقية الجهات وطالب السلط المسؤولة بمراعاة الظروف الاجتماعية لسكان الحي وتمكين العاطلين عن العمل من شغل يكفل لهم كرامتهم.
افتكاك وحجز
تم بمناسبة هذا الاعتصام افتكاك شاحنات ثقيلة من اصحابها قصد غلق الطريق وقد وقع الاستماع الى ثمانية سواق متضررين كما تعرضت حافلة تابعة لشركة نقل تونس للاحتجاز ذكر صالح السعدلاوي احد اعضاء النقابة الاساسية بمستودع بئر القصعة ان هذه الحافلة مخصصة لتجميع السواق وقد انطلقت من برج السدرية وبوصولها الى الملاحة تم حجزها والاعتداء على من كان بداخلها وقد تقدم ثمانية سواق بشكاية وقدموا شهادات طبية بها فترات راحة تراوحت بين 10 و15 يوما وقد قام كامل السواق صبيحة السبت بوقفة احتجاجية تنديدا بما تعرض اليه زملائهم مضيفا انه تم اعلام سلطة الاشراف بايقاف خط الحافلة رقم 17 بصفة مؤقتة الى حين تامين سفراتها. وجاء على لسان رئيس فرقة الحماية المدنية ببن عروس ان سيارتي اسعاف وشاحنة اطفاء استعملت اثناء فك الاعتصام وقد اصيب خلاله 5 اشخاص بينهم عون امن نقل جميعهم الى مستشفى الحروق والإصابات ببنعروس وتم اسعاف ستة على عين المكان بينهم اربعة اعوان امن نتيجة الغاز كما تم التدخل لإطفاء ستة عجلات مطاطية وثلاث قوارير غاز تم اشعالها في الطريق العام وقد اوقف اعوان حفظ النظام 25 شابا بينهم فتاة وثلاثة احداث تواصلت معهم الابحاث بفرقة الشرطة العدلية حمام الانف وينتظر ان يتم تقديمهم اليوم الى العدالة.
بيان وزارة الداخلية
وجاء في بيان لوزارة الداخلية انه تم قطع الطريق ورغم تحرك السلط الجهوية وحوارها مع المحتجين فقد تواصل الاعتصام وقد سجلت تجاوزات خطيرة من قبل المتظاهرين تمثلت في اضرام النار ببعض العجلات والسيطرة على شاحنات نقل قوارير غاز وفتح بعضها في الهواء وافتكاك مفاتيح عدد من الشاحنات وتهديد بحرقها والقيام باعمال سطو على مستعملي الطريق والاعتداء بالعنف على سائق حافلة وسواق شاحنات. واكد البيان ان الاطارات الامنية سعت الى ايجاد حلول عبر التحاور ولكن امام المخاطر الموجودة والتجاوزات اضطرت الوحدات الى تفريق المتجمهرين وفتح الطريق فتراجعت مجموعات من المحتجين داخل الحي وهاجموا اعوان الامن من الانهج ومن فوق السطوح بشتى المقذوفات وهو ما اضطر الاعوان الى اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع وقد اصيب عدد من الاعوان بجروح كما اصيب عون بكسر في الرجل.