التصدي لكافة مشاريع الردة وإدانة كل أشكال الانغلاق والتكفير «حرية الابداع المعتقد والضمير: خط احمر».. «تجسيد ثقافة وطنية تقدمية ذات توجه انساني» .. «حرية الفكر والتعبير والإبداع» تلك كانت الشعارات التي رفعت وتم التأكيد عليها خلال كامل اشغال المؤتمر العلني الاول لرابطة الكتاب التونسيين الاحرار الذي عقد يومي 14 و15 افريل الجاري. جلسة الافتتاح حضرها عدد كبير من الشخصيات الوطنية والمناضلين في شتى مجالات الحياة السياسية والثقافية والحقوقية وكان من بينهم مختار الطريفي وعبد الستار بن موسى واحمد الخصخوصي وشعراء وكتاب بعضهم ممن انتموا إلى الرابطة او نقابة الكتاب او اتحاد الكتاب او المستقلّين. وفي كلمة قال رئيس الرابطة جلول عزونة انه اليوم الذي طالما انتظره وزملاءه وحلموا به دون لحظة يأس اقتناعا منهم بأنه لا بد للظلم ان ينجلي وان القيد لا بد ان ينكسر و أضاف: «اليوم نحن نفتح صفحة جديدة ورجل القلم لا بد ان يثابر ويناضل وذلك هو قدر الكاتب «ووجه بالمناسبة تحية إلى مناضلي الكلمة امواتا وأحياء والى المؤسسات الاعلامية (دار الصباح وجريدتها صدى التسعينات ) وخاصة منها جرائد المعارضة والجمعيات والمنظمات وكل من ساعد الرابطة على الدفاع عن استقلاليتها وعلى حرية الكلمة وعلى الصمود و وضوح الرؤية. وبالمناسبة أعلم جلول عزونة الحاضرين بان المحكمة الادارية حكمت لفائدة الرابطة بالاعتراف بها ولكن الى اليوم لم يصدر الاعلان عنها في الرائد الرسمي رغم تقدم الرابطة بكل المطلوب (ماليا وإداريا ووثائقيا) ثم ذكر بأهم نشاط رابطة الكتاب التونسيين الاحرار قبل الثورة وبعدها وتذكر بمرارة كيف تم رفض مدهم بالتأشيرة في النظام السابق والتذرع بأنها هيكل مواز لاتحاد الكتاب التونسيين الذي انسلخوا منه لأنه اصبح ايامها (نهاية التسعينات) شعبة ولم يعد بالإمكان أن يواصلوا فيه لاقتناعهم بان الكاتب الحقيقي ليس كاتب السلطة.
لا حضارة دون حرية
وزير الثقافة السيد مهدي المبروك اعتبر في كلمة ارتجلها بالمناسبة ان الحدث جلل فيه ثلاثة دروس هي: 1 - ارادة المثقف لا تقهر 2 - للصمود ثمن باهظ والانحناء ثمنه بخس 3 - ضمير المجتمع والكاتب الحر باقيان والصنم والطاغية زائلان, ولاحظ الوزير ان اشياء كثيرة لم تتغير في عالم الكاتب والكتاب رغم انه لم يعد عندنا كاتب ممنوع او مسجون او موقوف ولا كتاب محجوز لان الكاتب ما زال يحتاج الى الكثير من الدعم والإسناد المادي والأدبي والاعتراف بحقوق النشر والحق في التمويل العمومي للنشر . وأكد وزير الثقافة على ان الرابطة استطاعت ان تشكل مجال التفاعل مع جمعيات المجتمع المدني والسياسي دون ان تفقد استقلاليتها وستظل كرامة الكتاب وحقوقه احدى واجهات النضال وقال : « اني التزم بها معكم «وأكد على ان التمويل العمومي للإبداع لا رجوع فيه ووعد بأنه سيعمل مع كل الفاعلين على رسم معالم توسيع دائرة الابداع وتأكيد حرية الفكر. الرابطة جزء لا يتجزأ من الحركة الديمقراطية كان من بين ضيوف الرابطة الأستاذ جمعة ناجي سفير فلسطيني سابق تحدث فقال :» كانت اللقاءات أشبه بالمهربات نظرا للإرهاب السياسي الذي كان يمارس على اعضاء الرابطة لكنهم كانوا دائما في الموعد أمام الازمات والعواصف والاعتداءات التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني وفي هذا يقول الراحل محمود درويش «لا ينظرون وراءهم ليودعوا منفى , فإن أمامهم منفى لقد ألفوا الطريق الدائري فلا أمام ولا وراء !!! « وهذا يصح على أعضاء الرابطة و تمنى أن تكون أجمل الايام هي التي لم تأت بعد. وعبرت السيدة كورين كومار رئيسة فرع التايير العالمية في تونس وقد كرمتها الر ابطة نظرا لما قدمته لها من مساعدات ومساندة مادية ومعنوية عن سعادتها بالتكريم وقالت : « اتمنى ان أهديكم عيونا جديدة تنظرون بها الى العالم وتحافظون بها على الحلم بالعيش في عالم رحب مليء بالسلام.» وقال عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ان رابطة الكتاب التونسيين الاحرار جزء لا يتجزأ من الحركة الديمقراطية وتساءل لسعد بن حسين نقيب الكتاب التونسيين ان كان يتجرا على الاحتفال بالمؤتمر دون وقفة اجلال للمؤسسين وهل يتجرا على الاحتفال ومازالت الشعبة المهنية للكتاب موجودة -يقصد اتحاد الكتاب التونسيين- وعبر عن استعداد النقابة لتوحيد جهودها وعملها مع الرابطة لما فيه خير الكتاب والتكتل معها في منظمة واحدة. ومن الاتحاد العام التونسي للشغل تحدث سامي الطاهري فقال انه يشعر بالرهبة والهيبة وهو يقف امام كتاب عرضوا انفسهم للمخاطر وغامروا من اجل اعلاء الكلمة الحرة وناضلوا من اجل ترسيخ ثقافة حرية التعبير وأضاف: «هؤلاء المناضلين تجمعنا معهم نفس الروح ونحتاج الى اقلامهم وكل ما لدينا على ذمتكم لتواصلوا البناء ونحن معكم».
تعاملنا مع الكل ولم نفقد استقلاليتنا
وانتهت اشغال اليوم الاول من المؤتمر العلني الاول لرابطة الكتاب التونسيين الاحرار بتكريم الاستاذ جلول عزونة وبأمسية شعرية نشطها نور الدين الشمنقي و قرأ خلالها على انغام العود علالة الحواش وعادل المعيزي وحسين العوري ونور الدين عزيزة وسمير طعم الله ومحمد الخالدي و قرأ الهادي الوسلاتي من اشعار الراحل عبد الحفيظ المختومي وصالحة الجلاصي و ابو وجدان... اشغال اليوم الثاني من المؤتمر ترأسها الكاتب عبد الرحمان عبيد وتمت خلالها تلاوة التقريرين الادبي والمالي والمصادقة عليهما بعد النقاش والتدقيقات وقد وضح جلول عزونة ان الرابطة تعاملت مع احزاب وجمعيات في اطار تنسيقية وأصدرت في 11 عاما ما بين 50 الى 60 بيانا تخص الشأن العام ولم تصدر أي بيان مع حزب بذاته وأضاف : «حتى انا فقد نجحت في الفصل بين انتمائي للحزب الذي انشط فيه ونشاطي في الرابطة « والنشاط مع الاحزاب قبل الثورة في اطار هيئة 18 اكتوبر فيها 23 طرفا من بينها 6 احزاب و12 منظمة والبقية اشخاص مستقلون والأحزاب الستة هي الترويكا والحزب الديمقراطي التقدمي وحزب العمال الشيوعي التونسي وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين جناح احمد الخصخوصي وهذا لم ينقص من استقلالية الرابطة . تمت كذلك مناقشة النظام الداخلي وعرض محمد الجابلي ونور الدين الشمنقي التقريرين الادبي والمالي وتمت المصادقة عليهما بعد النقاش والتدقيقات. وتعرض المتدخلون الى العضوية والعلاقة بين الرابطة واتحاد الكتاب والنقابة ومدى احقية الكاتب بالانتماء الى هيكلين متشابهين وما اذا كانت الرابطة هي البديل لاتحاد الكتاب في الدفاع عن الثقافة وقد تمت اضافة فقرة في شروط الاشتراك في الرابطة نصها يحجر الجمع وازدواجية الانتماء الى جمعيتين لهما نفس المجال و الفئة, وتم رفض التنصيص على ان تكون الرابطة بديلا للاتحاد لان الاتحاد جمعية ودادية والرابطة جمعية ثقافية فنية.
ترميم للهيئة التأسيسية الأولى
وتم في نهاية المؤتمر التأكيد على انحياز الرابطة الى جانب الشعب لانجاز اهداف الثورة والتصدي الى كافة مشاريع الردة والدفاع عن حق الكاتب في صياغة الاختيارات والسياسة الثقافية والنضال من اجل ثقافة وطنية تقدمية ذات توجه انساني والمطالبة بضرورة دسترة الحقوق الثقافية وحرية الابداع والمعتقد والضمير واعتبارهما خطا احمر وتجسيد ثقافة وطنية تقدمية ذات توجه انساني وحرية الفكر والتعبير والإبداع» وإدانة كل اشكال الانغلاق والتكفير الوقوف الى جانب حرية التعبير وضد التدخل الاستعماري في المنطقة العربية ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني ورفض كل اشكال التمييز ضد العرق والجنس والدين والمرأة ودعوة الحكومة الى التوقيع على الاتفاقيات الدولية التي تخصها . وتم الاعلان عن التركيبة الجديدة للرابطة وهي محمد الجابلي و جلول عزونة و كمال الزغباني ونور الدين الشمنقي وسليم دولة والحبيب حمدون ولزهر الصحراوي ورشيدة الشارني وعلالة حواش وحفيطة قارة بيبان وسمير طعم الله و شكري لطيف. أي انه تم قبول الكتاب ال 12 الذين ترشحوا للهيئة التي ستعمل مدة سنة فقط.