عاشت مدينة تطاوين أمس الثلاثاء إضرابا عاما كان يوما استثنائيا رفع خلاله شعار «الحقوق تنتزع ولا تمنح» وتعطلت فيه كل النشاطات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية كما تعطلت حركة وسائل النقل العمومي من حافلات وسيارات الأجرة ولم تستثن تنسيقية هذه التظاهرة الاحتجاجية إلا المستشفيات والمخابز والصيدليات ومركز إجراء امتحانات باكالوريا رياضة وطلبة المعاهد العليا لإجراء امتحاناتها وذلك من اجل انجاز مشروعين يرى المحتجون أنهما ضروريان لكل تنمية مستقبلا وهما محطة تحويل غاز الجنوب وفتح معبر مشهد صالح على ليبيا. وقد استجاب التجار والعمال لنداء الحراك الشعبي الذي قادته الرابطة الجهوية لحماية الثورة وعدد من الجمعيات والأحزاب السياسية والنقابيين دفاعا عن حق الجهة في التنمية وفي الثروة البترولية التي تزخر بها صحراؤها وتستنزف منذ أكثر من 5 عقود دون أن تنتفع منها واجمع المراقبون على نجاح هذا الإضراب للعام الثاني منذ ثورة 14 جانفي بدليل غلق جميع المحلات التجارية والمؤسسات التربوية والإدارات الجهوية والمحلية بما في ذلك مقر الولاية. ورغم إجماع كل القوى الحية في الجهة الواضح والصريح على انجاز هذين المشروعين وغيرها من المشاريع التنموية إلا أن البعض يرى أن توقيتها غير مناسب ولم يقع دراسته مليا استنادا إلى ما تضمنته بيانات عدد من المنظمات والأحزاب. ففي الوقت الذي تضمن بيان الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والمكتب الجهوي لاتحاد عمال تونس تأييدا كاملا لتحركات المجتمع المدني المشروعة والمتعلقة بمطلب الجهة في تركيز وحدة GPL والتي تمثل ركيزة انطلاق المشاريع التنموية الجهوية واعتبار معبر مشهد صالح رافد من روافد التنمية وفتحه مطلبا شعبيا لا تنازل عنه فان بيان الاتحاد الجهوي للشغل تضمن إشارة إلى أن مشروع غاز الجنوب والخيارات المطروحة بشأنه ما تزال قيد التفاوض بين وزارة الصناعة والاتحاد وأهاب بجميع الأطراف أن يجنبوا الجهة انقسامات هي في غنى عنها مجددا تمسكه بمسار أنبوب الغاز الذي اجمع عليه الخبراء والفنيون.