يكشف الإتحاد العام التونسي للشغل مساء اليوم الإثنين عن مبادرته الوطنيّة التي كان نادى بها منذ أيام لتنقية الأجواء في محاولة لتهدئة الأوضاع وضمان التوافق بين مختلف الأطراف بما يضمن الاستقرار. وتقوم المبادرة على ركيزتين هامتين هما أسس الدولة المدنية والديمقراطية والعدالة الانتقالية وغيرها.. وأيضا على التوافقات حيث دعيت مكونات المجتمع المدني بحضور الندوة الصحافية المقررة لمساء اليوم الاثنين. وحسب تسريبات «للصباح الأسبوعي» علمنا أن الدوافع لهذه المبادرة تتمثل في محاولة الاستجابة لمطالب الثورة واستكمالها فضلا عن واقع الاحتقان وغياب الحوار.. وأما الدافع الأهم فهو عمل الاتحاد العام التونسي للشغل على لعب دوره التاريخي وهو التعديل في غياب أطر أخرى دورها القيام بالتعديل. بعيدا عن الايديولوجيات من جهة أخرى علمت «الصباح الأسبوعي» أن الاتحاد سيعلن اليوم أن مبادرته تقوم على التوافق بما يمكّن من ايجاد اطار عام للحوار الوطني على مبادىء وملفات ذات بعد اجتماعي واقتصادي وسياسي وليس فيها أي توجه ايديولوجي باعتبار أن عمق الخلاف والصراع الذي تعرضه الساحة حاليا سببه ايديولوجي بحت. أما الجانب الأهم في هذه المبادرة فهو المحاذير التي تحدد الهيكلة العامة لهذه المبادرة والتي مكنت «الصباح الأسبوعي» من التعرف على موقف الحكومة من المبادرة وأيضا فحوى مقابلة حسين العباسي وحمادي الجبالي الأخيرة، فالمبادرة تتوجه للجميع ولا تستثني أحدا ويفترض أن تضع الحكومة والأحزاب والجمعيات والمنظمات والهياكل وهي ليست موجهة ضد أحد أو تستهدف أي كان كما أنها لا تعوض الأطر الشرعية (أيًّا المجلس التأسيسي والحكومة) وهي تشكل مساهمة فالاتحاد لا يدعي امتلاك الحقيقة بل يعتبر مبادرته قابلة للتعديل والنقاش لكنه سيدافع عنها ولن يتنازل عنها أيضا. رسالة طمأنة ويبدو أن الحكومة كانت متخوفة من أن تكون المبادرة تطالب بحكومة انقاذ لكن حسب العباسي قال لرئيس الحكومة بأن ذلك ليس مهمة الاتحاد وطمأن الجميع عندما أكد الأطراف المقابلة أن انقاذ البلاد لا يمكن ان يكون بتغيير حكومة بأخرى باعتبار أن ذلك من شأنه أن يقود لعديد المتاهات بما فيها اعادة انتخاب المجلس التأسيسي ولا أيضا من مهام الاتحاد ازاحة أي حكومة بل الهم الوحيد للمنظمة الشغيلة في هذه الفترة بالذات لم شمل الفرقاء من أجل هدف واحد وهو انقاذ البلاد ومساعدة الحكومة على مواصلة دورها إلى حين الانتخابات المقبلة. وأكثر من ذلك اقترح حسين العباسي على حمادي الجبالي أن ينسج على منوال الباجي قائد السبسي الرئيس السابق للحكومة وتنظيم لقاءات دورية مع مختلف الأحزاب ورموزهاأفرادا وجماعات لتبرئة الذمة فمن يرفض فهو محجوج وقد وعد حمادي الجبالي بذلك باعتبار أن الحكومة تحتاج إلى التخفيف من الاحتقان. إجراءات عمليّة وعلمت «الصباح الأسبوعي» أنه بعد اعلان المبادرة بحضور مكونات المجتمع المدني من منظمات وهيئات سيقع ضبط موعد مع الأحزاب الكبيرة بما فيها النهضة للاتفاق والنظر في الاجراءات العملية للمتابعة وتنفيذ ما سيقع التوافق حوله وهو في نهاية الأمر ميثاق عمل يجمع مختلف الأطراف (على اختلافها) للعمل على هدف واحد وهو انقاذ البلاد التي تعيش ظرفا حرجا على جميع المستويات..