هل صدقت التّحذيرات التي أطلقها الصّحفي الفرنسي «نيكولا بو» منذ شهر؟ - عاد الهدوء أمس الى منطقة تطاوين بعد ليلتين قضّاهما الأهالي في حالة خوف و هلع اثر العمليّة التي تدخّل فيها الجيش التّونسي ليقصف مكانا مخصّصا لتدريب مجموعات سلفيّة و يدمّر عبر جيش الطيران ثلاث سيّارات رباعيّة الدّفع كانت محمّلة بالأسلحة بين منطقة "سطح الحصان" و"العين السخونة" القريبة من الحدود التونسية-الجزائرية-الليبية. وقد واصلت طائرات عمودية عسكرية امس عمليات التمشيط في المنطقة خاصة أن البعض يتحدث عن تمكّن سيارة رابعة من الفرار نحو الحدود الليبية وفرار عدد من الاشخاص بينت آثارهم أن عددهم 6 نحو جهة قبلي والجريد اثر قصف السيارات. وكانت مواجهات جدت الثلاثاء بين جيش الطيران وراكبي ثلاث سيارات بادروا بإطلاق النار على طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية كانت تقوم بعمليات تمشيط للمنطقة الحدودية، مما أجبر طاقم الطائرة على الرد عليها فورا وتدميرها. كما استهدف القصف الجوي عددا من الخيم في منطقة تيارتبتطاوين كان المسلحون يستخدمونها كقاعدة للتدريب. المواجهة الرابعة وتعتبر هذه المرة الرابعة التي يشتبك فيها الجيش التونسي مع عناصر مسلحة يعتقد أنها تنتمي إلى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، الاولى جدت يوم 21 سبتمبر الماضي في قبلي بين الجيش التونسي وعناصر مسلحة نسبت الى خلايا تنظيم القاعدة. ثم شهدت منطقة علي بن خليفة في فيفري الماضي اشتباكات مسلحة بين الجيش ومجموعة مسلحة. وقبلهما كانت أحداث الروحية التي جدت يوم 18 ماي 2011 بمنطقة العريش الواقعة على مستوى وادي الروحية من ولاية سليانة، حيث تم تسجيل مواجهات بين عناصر ثبت انتماؤها إلى تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وقوات الجيش والحرس الوطنيين. وقد عرفت أحداث الروحية تبادلا لإطلاق النار، أسفر عن استشهاد المقدم الطاهر العياري والرقيب الأول وليد الحاجي وإصابة العريف الصغير المباركي بجروح بليغة وإصابة أحد المواطنين برصاصة في اليد. كما قٌتِل عنصران من المجموعة المنتميّة لتنظيم القاعدة. وطلبت وزارة الدفاع من الولاياتالمتحدة دعما لوجستيا لتعزيز القدرات العملياتية للجيش التونسي. حيث أكد وزير الدفاع للسفير الامريكي بتونس "حاجة الجيش الوطني للدعم اللوجستي لتعزيز قدراته العملياتية، ومساعدته على القيام بمهامه الأصلية ضمانا للاستقرار في المناطق الحدودية". مقال يحذّر وكانت قوات الأمن الداخلي بتطاوين نفت بداية الشهر الجاري وجود معسكرات تدريب لإسلاميين في المنطقة ردا على ما جاء بمقال للصحفي الفرنسي نيكولا بو. وأكدت أن ما جاء في مقال نيكولا بو يعتبر "خطيرا ومزيفا". وكان الصحفي الفرنسي صاحب كتاب "حاكمة قرطاج" كتب مقالا في شهر ماي الماضي على صفحته في "فيسبوك" كشف فيه عن وجود معسكرات تدريب للآلاف من الإسلاميين جنوبتونس يستعدون للانتشار في البلاد. وأجابت وزارة الداخلية التونسية بأن تلك المعلومات" كاذبة ولا أساس لها من الصحة وأن الطبيعة الجغرافية للمنطقة لا تسمح بوجود تلك المعسكرات باعتبارها منطقة صحراوية مكشوفة تماما وذات غطاء نباتي ولا تكسوها غابات." سفيان رجب ----- في بلاغ لها : وزارة الدفاع تؤكد حصول العملية.. وتشير إلى فرار ستة مسلحين أصدرت وزارة الدفاع الوطني أمس الجمعة بلاغا بشأن ملابسات ما بات يسمى بحادثة تطاوين. تجدر الإشارة فأن البلاغ لم يشر إلى نوع السيارات المستهدفة، ولا القبض على مسلحين..ولا عن إصابة او جرح من كانوا في السيارة او في الخيام..ولا عن إطلاق نار من جانب المسلحين، واكتفى بالإشارة إلى وجود آثار أٌقدام، مما يوحي أن المعنيين نجحوا في مغادرة مكان العملية.. وفي ما يلي نص البلاغ: "جدت علمية عسكرية بالجنوبالتونسي بمنطقة رمادة على امتداد يومي 20 و21 جوان الجاري، وتتمثل صورة هذه العملية في ما يلي: في إطار مراقبة الشريط الحدودي للبلاد وعلى اثر استطلاع جوي بالفضاء الجنوبي للمنطقة الصحراوية صبيحة يوم الأربعاء 20 جوان الجاري. تم التفطن إلى وجود ثلاث سيارات وخيمتين ومجموعة أشخاص، تبين أنهم مسلحين فتدخلت العناصر العسكرية بواسطة الوسائل الجوية وقامت بتحطيم السيارات الثلاثة وإصابة الخيمتين والقيام بتمشيط جوي بالمروحيات والطائرات على مدار الساعة وتمت مساء نفس اليوم عملية إنزال جوي لتشكيلات قوات خاصة على الميدان لمحاصرة المنطقة. في صبيحة يوم الخميس 21 جوان قامت تشكيلات القوات الخاصة بتمشيط المكان فتم العثور على 3 سيارات محطمة وبمزيد التدقيق في البحث وتفتيش الموقع بإقحام عناصر مختصة في كشف ومعالجة المتفجرات والألغام مجهزة بالوسائل الالكترونية والأنياب تم العثور على آثار أقدام 6 أشخاص متجهة نحو الجنوب الغربي وعلى: سلاح هاون، 2 سلاحي رشاش، قاذفتي صواريخ محمولة، 3 قاذفات روكات، كمية من الذخائر والشماريخ، أجهزة اتصال "موتورولا"، جهاز تحديد مواقع "GPS " أوراق تعليم الصلاة بالفرنسية. وتجدر الإشارة إلى أن عمليات التمشيط والبحث لا تزال متواصلة."