هل من الممكن أن يتحول الخبز اليومي للعمال إلى مصدر للمناورة السياسية والمزايدة الاقتصادية لبعض رجال الاعمال المورطين في قضايا فساد؟ هل أن ادارة المعارك تتطلب كل هذا البؤس السياسي للبعض حتى يتحول بقدرة قادر من فاسد إلى الرجل الناصع. هذه الاسئلة وغيرها كانت خلاصة الندوة الصحفية التي عقدتها النقابة العامة للمهن والخدمات بمقر اتحاد الشغل بالعاصمة و بحضور عدد من اعضاءها تتقدمهم الكاتبة العامة حياة الطرابلسي لتداول اخر الاحداث التي يعيشها نحو 300 عامل بمصانع موبلاتاكس الراجعة بالنظر إلى رجل الاعمال ناجي المهيري. وقد اكدت الطرابلسي أن الوضع الاجتماعي داخل المؤسسة بات جد مترد على حد وصفها وذلك بعد توقف كل اشكال الحوار مع صاحب المؤسسة. وقالت الطرابلسي أن ما عاشه العمال في الاونة الاخيرة بمجمع موبلاتاكس بجهة الساحل يندرج في اطار محاولات ضرب الحق النقابي وصد العمال عن العمل والتحريض ضد الاتحاد العام التونسي للشغل من خلال دفع العمال إلى امضاء انسلاخات من المنظمة الشغيلة مقابل السماح لهم بمزاولة عملهم. واعتبرت الطرابلسي أن مثل هذا السلوك يقضي بحرمان العمال من حقهم في الدفاع عن حقوقهم المادية والمعنوية وهي ممارسات ذكرتنا بالعهد البائد في وقت خلنا أن الثورة جاءت من اجل انصاف الطبقة الشغيلة ورد الاعتبار للمواطن عموما وهو ما لم يحصل وذلك بالنظر إلى جملة التجاوزات التي حصلت مؤخرا في مجمع موبلاتاكس. وافادت الطرابلسي أن احد العمال( محمد خليفة ) توفي اثر نوبة قلبية حادة بعد أن بلغه نبا طرده من العمل بشكل تعسفي كما سجل النقابيون محاولة انتحار لأحد زملائهم ( أنور الصغير). من جهته اتهم عضو النقابة العامة للمهن والخدمات منجي عبد الرحيم صاحب مؤسسة موبلاتاكس بمغالطة الرأي العام من خلال بثه لاخبار زائفة على موجات احدى الإذاعات الخاصة التي هو شريك فيها على حد قوله كما اتهمه بالعصيان المدني من خلال رفضه لكل أشكال الحوار مع الجهات المسؤولة ووزارة الإشراف. وتساءل عبد الرحيم عن السبب الحقيقي الذي جعل صاحب المؤسسة يتحرك بمثل هذا الشكل خاصة وانه بات من الرافضين للامتثال للقانون. واكد المتحدث أن الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة سيعقد هيئة ادارية استثنائية للنظر في قضية عمال موبلاتاكس واتخاذ القرارات المناسبة لذلك. واعتبر عبد الرحيم أن ما يقوم به المهيري هو من باب الضغط على الحكومة لاخراجه من قائمة رجال الاعمال الممنوعين من السفر وهو ما جعل العمال رهينة سياسية لصاحب المصنع من اجل الضغط، على حد قوله. تاريخ أسود وكان المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل والمجتمع اول امس قد اصدر بيانا حول احداث «موبلاتاكس» جاء فيه « أن الاتحاد يذكّر بالتاريخ الأسود لهذا المؤجر في علاقته بالنقابات ورفضه لكل حوار اجتماعي منذ عهد الاستبداد في كل المؤسسات التابعة له بدءا من المؤسسات السياحية وصولا إلى موبلاتكس، إذ كان يتّخذ من حماية المخلوع وأصهاره غطاءا لإتيان كل التجاوزات ودوس القوانين. و يؤكد أن ما أقدم عليه من تعال على هيبة الدولة والقانون والسعي لإذلال العمال يدخل في باب استغلال الوضع الهش الذي تمرّ به البلاد في مرحلة الانتقال الديمقراطي لتأجيج الاحتقان وبثّ الفوضى وتبيان أن لا شيء تغيّر وأن متنفّذي الأمس هم من لهم القول الفصل في المرحلة الحالية. ويطالب الحكومة بتحمل مسؤولياتها في فرض احترام القوانين والإسراع بفتح ملفات الفاسدين الذين أثروا على حساب عرق العمال وعلى دوس القوانين، سلاحهم في ذلك الاستقواء بمنظومة الفساد والاستبداد معلنا «أنه سيقوم بكل الاتصالات والمشاورات لاتخاذ الإجراءات الضرورية للتصدي لهذا المؤجر ومحاسبته على كل ما اقترفه في حق عمال كل المؤسسات التابعة له طيلة السنوات الفارطة». كما عبرت المنظمة عن « تضامنها ودعمها المطلق لأعوان شركة «موبلاتاكس» ويدعوهم إلى الوحدة والصمود، ويدعو كل الهياكل النقابية لتدارس سبل التضامن معهم بكل الأشكال المتاحة.»