محمد عبو: «نقول لمن يستعجل السّلطة صبرا فأمامكم الصّندوق و الإقناع» ومعطر يؤكّد «نحن ما زلنا نقاوم ألغام حكومة السّبسي» عقد حزب المؤتمر من أجل الجمهورية يوم أمس مؤتمره الجهوي بصفاقس حيث أشرف على المؤتمر أمين عام الحزب محمد عبو وعضوا المكتب السياسي الوزيرعبد الوهاب معطر والطاهر هميلة وحيث أكّد عبو أنّهم قبل 14 جانفي كانوا يطالبون بسقوط دولة الفساد، وأن مقاومة الاستبداد لها أدواتها الخاصة، مضيفا قوله أن بعد 14 جانفي قد «انتهت البطولات» وأن الانشقاقات تحصل في جميع الأحزاب باستثناء التاريخية منها على غرار حركة النهضة وحزب العمال. ويأتي المؤتمر الجهوي لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية في آخر سلسلة من المؤتمرات التي ستختتم في بحر الاسبوع المقبل تحضيرا للمؤتمر الوطني الذي سينعقد أيام 24 و25 و26 أوت المقبل بالعاصمة. هذا وتقدّم بالترشّح في مؤتمر الامس 18 مترشحا للمكتب الجهوي سيقبل 11 منهم و21 مترشحا للمؤتمر الوطني يتأهل منهم 6 ينضاف إليهم كاتب عام المكتب الجهوي ليكون عدد النواب المترشحين للمؤتمر الوطني7. وحضرافتتاح أشغال المؤتمر لطفي عبيدة كاتب عام حركة النهضة بالجهة وكمال عمار عضو المجلس الوطني التأسيسي ومبروك القسنطيني عن حرية وإنصاف. المؤتمر الوطني وتحديد سياسة الحزب وتحدث الناشط السياسي حبيب بوعجيلة الذي انضم إلى المؤتمر من أجل الجمهورية كونهم عايشوا جملة من الصعوبات واجهها الحزب بعد انتخابات المجلس الوطني التاسيسي مستعرضا الانعكاسات والانقسامات على المستوى المركزي التي وجدت صداها جهويا مما أدّى إلى وضعية شلل حقيقي انقطعت فيها الصلة بين القيادة والمنخرطين سواء مركزيا أو جهويا واصفا الوضع بالكارثي والمأساوي. محمد عبو أكّد أن من الإشكالات التي يعيشها الحزب هي مسألة دخوله في السلطة مما سيحمّلهم المسؤولية أكثر، وأنه غادر الوزارة بقرار شخصي وموقف الحزب هو عدم ترك السفينة.. مؤكّدا في ذات السياق أنه ليس هناك أطراف ترغب في إطالة فترة الحكومة وأضاف قوله «نحن متمسّكون بمحاكمة الفاسدين فمنهم من صدرت في حقهم أحكام بالسجن ومنهم من أفلت من العقاب ومن لم تشمله التتبعات ولا يجب أن تنطلي علينا حيلة هروب مجموعة من الطرابلسية حتى يكون المجتمع مثاليا واليوم نحن نرى عدة تحرّكات تجاه مسؤولين في الحكومة يقودها من ضلعوا في الفساد ونحن نقول لمن يستعجل السلطة صبرا فأمامكم الصندوق والإقناع والدعوة إلى الفوضى ستعيد رموز الاستبداد كما لا يجب أن نستهين بالمسألة الأمنية والاستقرار». تعبئة الكفاءات السّياسيّة.. و رفض للتّخندق في كلمته أكّد عبد الوهاب معطر عضو المكتب السياسي للمؤتمر أن قوة أي حزب هي رهينة انتشاره وأنهم بداخل المؤتمر من اجل الجمهورية سيعملون على استقطاب الكفاءات السياسية القادرة على الآداء الحزبي والحكومي ومحاولة التعالي عن مسألة الانفراد بالقرار. وعرّج معطرعلى من وصفهم بقوى «استقطاب» تحاول اختراق الثورة قائلا «وجدنا من الحكومة السابقة ألغاما عديدة تم زرعها لعرقلة المسيرة المقبلة ونحن مازلنا نقاوم ألغام حكومة السبسي». معطر وصف أن المجتمع في صفاقس يميّز بين العائلات السياسية وأنّهم في انتخابات 23 اكتوبر الفارطة حققوا في صفاقس من خلال قائمتهم أكثر عدد مقارنة بالجهات الاخرى وأن الشعب انحاز إلى حزب عُرف طوال فترة الدكتاتورية بِسِمات هامة جدا قابلة للتطوير. ورفض معطر مفهوم كون حزبهم مجرّد تابع للنهضة مبينا بانهم يرفضون التخندق وراء الإيديولوجيات ووضّح بقوله «نحن مع النهضة عندما تكون في خانة قوى الثورة وضدّها لمّا تنحرف عنها إذ ليس لدينا عقدة من أي حزب ونتحالف مع جميع القوى السياسية التي تتماشى مع المهمة السياسية التي نراها». الإمتحان العسير في تصريح خص به «الصباح الأسبوعي» قبيل انطلاق أشغال المؤتمر أفاد الطاهر هميلة عضو المكتب السياسي للمؤتمر بخصوص المؤتمر الوطني المقبل «مازلنا في تجربة أولى ونحاول أن نقوم بما هو أقرب للاستقامة، والأخطاء واردة، والمؤتمر من اجل الجمهورية سيجتاز امتحانا عسيرا في المؤتمر القادم حيث سيكون مؤتمرا تحوّليا في التوجه والفكر والرؤى وأساليب العمل فالحزب كان يعيش موقع المعارضة واليوم أصبح شريكا في السلطة ولا بد أن يغيّر الحزب من اساليبه وتقييمه للأشياء هذا مع سيشهده المؤتمر المقبل من اندفاع وحماس وتصفية للحسابات بين بعض الاطراف». وأضاف هميلة في كلمته يوم أمس بانّ ما يخيفه هو المسألة الديمقراطية والتحول الديمقراطي لإقامة نظام بديل تستطيب فيه الحياة مشدّدا على أنه لابد اليوم من أن نتصارع ديمقراطيا.