في الموعد ومنذ التاسعة مساء بشارع الحبيب بورقيبة وتحديدا قرب "الساعة"، "كانت نساء تونس" حاضرات في عيدهن السادس والستين، بالآلاف جُبْن شارع محمد الخامس بالعاصمة في اتجاه قصر المؤتمرات، هاتفات بشعارات ثورية ، مدافعات عن مكاسبهن جنبا لجنب الأطفال والشباب والرجال في مساندة رآها عدد من الملاحظين بالتاريخية. انطلقت المسيرة من شارع مرسيليا تقودها قيادات "النساء الديمقراطيات" إلى جانب عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان ووجوه حقوقية أخرى اتجهت نحو "الساعة" أين كانت في انتظارهم وفود أخرى من جمعيات لا تحصى ولا تعد كانت أيضا في مقدمة المسيرة من بينها "تحالف من أجل تونس"، الجمعية التونسية لمساندة الأقليات، المسار الديمقراطي الإجتماعي، النساء من أجل البحث والتنمية وغيرها، بالإضافة إلى الأحزاب كالحزب الجمهوري، حزب العمال، نداء تونس، حركة الشعب، حركة البعث، حزب تونس الخضراء، رابطة اليسار العمالي، الوطد.. أجواء "عالمية" ميزت المسيرة "النسائية" بمعاضدة "رجال تونس" الذين رفعوا ونادوا بدورهم بشعارات طريفة على غرار "نساء بلادي نساء ونصف"، ثُرنا سويا لنبني سويا"، "يا مرى ثور ثور من أجل المساواة في الدستور". وإن شَاب المسيرة بعض من سوء التنظيم في بداية انطلاقها على مستوى مفترق الطرقات قرب الساعة بسبب تعطل حركة المرور إلا أن المشاركين والمنظمين تداركوا الأمر بتدخلهم في توجيه السيارات في اتجاه مختلف عن اتجاه المسيرة التي ملأت شارع محمد الخامس واكبتها هتافات متعالية منتقدة لقيادي حركة النهضة على غرار راشد الغنوشي رئيس الحركة، حمادي الجبالي رئيس الحكومة ومحرزية العبيدي النائبة الأولى لرئيس المجلس الوطني التأسيسي. شعارات عديدة رفعت ليلة أول أمس من بينها "حقوقي هي دم في عروقي"، "لا للوصاية على المرأة"، "المرأة هي ضمير الأمة"، "يا مرا يا تونسية حقك واجب موش مزية" وغيرها من الهتافات رفعت على مدى ساعات حتى بقاعة قصر المؤتمرات الذي غص بالناس بالداخل والخارج وسط أجواء احتفالية لم يشبها أي تعكر.