أشهر تفصلنا عن انتخابات لا تزال الريبة قائمة لدى أكثر الملاحظين والمتتبعين حول موعد اجرائها في مارس بين الشك واليقين انطلاقا من جملة من المعطيات لعل أبرزها غياب الهيئة المستقلة للانتخابات. وفي انتظار هذا الموعد انطلقت الأحزاب والتيارات السياسية في إيجاد صيغة جديدة تدخل بها المعركة الانتخابية من خلال التحالف والجبهات لكن يتساءل البعض عما إذا كان هذا التحالف مخرجا لأخطاء وقعت فيها العديد من الأحزاب في انتخابات 23 أكتوبر؟ وهل استفادت فعلا المعارضة من هفواتها؟ «الصباح الأسبوعي» اتصلت بالدكتور عبد الجليل التميمي ونزيهة رجيبة لمعرفة قراءتيهما للوضع. بعد خسارتها في الانتخابات ارتأت أحزاب وكتل سياسية ومستقلون أن تنظم صفوفها وتستعد لخوض الانتخابات القادمة عبر كتل على غرار الاجتماعات الجارية بين حركة نداء تونس والمسار والحزب الجمهوري أو الجبهة اليسارية وفي انتظار وجهة الأحزاب الإسلامية التي لم يتضح بعد إن كانت ستتحالف مع حزب النهضة أم أنها ستدخل الانتخابات بقائماتها المستقلة. «معارضة سلبية» تقول نزيهة رجيبة (أم زياد): «لم تستفد المعارضة من اخطائها في الانتخابات الفارطة بل إنها تقهقرت الى الوراء فيما تقدمت حركة النهضة أشواطا الى الأمام، لأنه لو كانت لدينا معارضة قوية لأقامت الدنيا وأقعدتها بخصوص التراخي والتسويف والمماطلة في التعامل مع الهيئة المستقلة للانتخابات. اعتقد انها معارضة سلبية مع تقديري الكبير لمناضليها لانها تركت المجال لصعود نداء تونس الذي لا يعدو ان يكون الا نداء 'للدساترة' و'التجمعيين'، فالغريب انه ثمة اطراف من المعارضة مع سياسي عجوز من عهد بورقيبة وبن علي وفي ذلك اقرار بفشلهم». وتواصل محدثتنا قائلة: «تبقى مشكلة المعارضة في عدم اعترافها بأخطائها. من المؤسف بعد الثورة ان نجد أنفسنا أمام استقطاب ثنائي اما 'الدساترة' او'الخوانجية' مع احترامي للقطب اليساري حيث لم تستوعب تونس الى الان اليسار والفكر اليساري، ونحن الان امام خيارين يمينيين فاشييين لكن ما زال يحدوني الامل في ان تونس مبدعة وشعبها لن يسمح باي منحى سيقوده الى المجهول وقت شعوره بالخطر». لا المعارضة ولا النهضة بدوره يشدد الدكتور والمؤرخ عبد الجليل التميمي على أن المعارضة لم تستفد من فشلها ولا من نجاحاتها السابقة. ويضيف بان النهضة لم تستفد بدورها من الكفاءات غير المتحزبة، حيث يقول: «تحتاج تونس في الوقت الراهن إلى وفاق وتضافر جهود جميع الأطراف من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار لكن لم تتبلور الى الآن حقيقة زعامات في مستوى المسؤولية التاريخية واعتقد أن ما أثير حول حركة نداء تونس ليس الا 'خربطة' وعدم تقدير لفائدة ولحساسية المرحلة وهو ما سيضر ببلدنا، لأننا وببساطة نحتاج الى قيادات شبابية لقيادة تونس ما بعد الثورة». لا يمكن الحديث عن مدى استفادة كل طرف (من اليمين إلى اليسار ومن هم في الحكومة والذين في المعارضة) من انتخابات 23 أكتوبر دون وضع مستقبل تونس ومصلحة شعبها فوق كل اعتبار، لان آمال من منوا النفس بغد أفضل بعد 14 جانفي لا تزال معلقة يغيب عنها التجسيم ليبقى سؤالهم للأطراف المتحالفة والقادمة على الانتخابات القادمة: ما الذي سيقدمونه للتونسيين؟.