بعد أن نشرت صحيفة "شارلي هيبدو" الفرنسية أمس رسوما كاريكاتورية للرسول الكريم وصفت بالاستفزازية جدا ومسيئة للرسول والاسلام والمسلمين، بادرت السفارة الفرنسية بتونس صباح أمس بإعلام أولياء التلاميذ الذين يدرسون في المدارس الفرنسية بتونس -عبر رسائل الكترونية- بإغلاق ابواب هذه المدارس ووقف الدروس ابتداء من منتصف نهار أمس والى غاية الاثنين المقبل مع امكانية التمديد في الاغلاق وذلك كإجراء احترازي خاصة بعد ما جد الجمعة الماضي من اجتياح للمدرسة الامريكية واتلاف جميع محتوياتها وحرقها بسبب شريط مسيء للرسول الكريم الى جانب ما جد في السفارة من تخريب. يذكر ان العودة الدراسية في المدارس الفرنسية لم يمض عليها سوى ايام قليلة وبالتحديد منذ 4 سبتمبر. وتحتضن هذه المدارس 7540 تلميذا بين تعليم اساسي واعدادي وثانوي. وذكر المكتب الاعلامي للسفارة الفرنسية بتونس ل"الصباح" أن الاجراء وقائي لا غير وان المصالح الفرنسية لم تتلق أي تهديد او اشارات لوجود اعتداءات محتملة". ودعت السفارة الفرنسية أمس في بلاغ لها، رعاياها الى التزام الحذر وتجنب التواجد في الاماكن الحساسة. ودعا البلاغ السلطات التونسية المختصة الى دعم الحماية الامنية حول المقرات الفرنسية. ويذكر أن السفارة الفرنسية والمصالح المرتبطة بها ستغلق أبوابها كذلك بداية من يوم غد الجمعة ولغاية الاثنين ونفس الشيء بالنسبة للمركز الثقافي الفرنسي في شارع الحرية بالعاصمة ومقر القنصلية الفرنسية السابقة في صفاقس. وهذه الاجراءات الفرنسية لا تتعلق فقط بتونس بل بما لا يقل عن 20 دولة اسلامية حيث أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس انّ اجراءات امنية استثنائية سيتمّ اتخاذها لحماية السفارات الفرنسية في حوالي 20 بلدا، وذلك خشية تصاعد موجة غضب جديدة في العالم الاسلامي اثر نشر صحيفة "شارلي هيبدو" رسوماً كاريكاتورية للرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وصرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه "اعطى تعليمات عامة" تقتضي اغلاق السفارات والمدارس الفرنسية في 20 بلدا ودعا سفراء ودبلوماسيي بلده الى التصرّف بطريقة تتلاءم وتحترم واقع هذه البلدان، واتخاذ الاحتياطات الأمنية الضرورية، معبّرا عن أمله في عدم حصول احداث عنف. كما دعت الخارجية الفرنسية رعاياها المسافرين خارج فرنسا الى أخذ الاحتياطات اللازمة والتزام الحيطة. هذا وقد شهدت المقرات الفرنسية في تونس منذ صباح أمس تعزيزات أمنية شملت مقرات السفارة والمركز الثقافي الفرنسي بالعاصمة والمركب الثقافي الفرنسي بصفاقس.