لا أحد يفهم ما يحدث في سلك التحكيم فقد اصبح شبيها بعالم خاص خارج منظومة كرة القدم تحاك فيه المؤامرات وتتجدد حوادثه التي يمر اغلبها في زمرة الاحداث الاخرى مغلفة دون ان يتفطّن اي كان لهذا طالما حلف وديع الجريء وهشام قيراط متين. الفضيحة التي عاشها التحكيم منذ ايام كانت بمناسبة ملتقى حكام النخبة والمراقبين المنتظم من 8 الى 14 بالحمامات الذي ادعى فيه رضا فهمي العضد الايمن لهشام قيراط انه قد سرق منه مبلغ 5 آلاف دينار وتكفل محمد عجاجة بجمع تبرّعات لرضا فهمي لجبر الضرر. وبما ان «المتضرر» هو العضد الايمن لهشام المسؤول عن سلك التحكيم تحوّل الملتقى من تكويني الى حفل جمع للتبراعات فساهم مكرم اللقمام (صهر قيراط) ب200 دينار وكذلك سليم الجديدي ب200 دينار بينما تراوحت تبرعات بقية الحكام بين 30 و60 دينارا وامكن جمع مبلغ يضاهي 4 آلاف دينار. السؤال المطروح اين الجامعة من كل هذا أليست الحادثة جديرة بالاهتمام وبفتح تحقيق ام ان اطرافها التي اتفقت على عدم فضح الامر قد نجحت في تطبيق الاتفاق؟ وهل ان جمع تبرعات في نزل مسموح به ولا يحتاج ترخيصا او اعلاما للجهات المعنية؟ ماذا سيكون تبرير وديع الجريء للوزارة اذا ما طالبت بالاطلاع على ملف الحادثة؟ كلها اسئلة مهمة لكنها دليل قاطع على الفوضى العارمة التي يعيشها سلك التحكيم فحتى ملتى تكويني لم ينجح جماعة قبراط والجريء في تنظيمه وتخللته فضيحة كبرى فتهمة السرقة موجودة لكن بروايات مختلفة فرضا فهمي يقول ان المبلغ المالي سرق من النزل والسارق ترك دفتر الصكوك والجوازات وهي رواية قابلة للتأويل والدحض لكن لم يقع الابلاغ عن السرقة ولا ايضا الاشارة الى الموضوع بادارة النزل مما يزيد في الشكوك حول صحة الروايات وآخر يقول انها سرقت من السيارة الموجودة بمربض النزل ثم يعود رضا فهمي ليقول (عندما سئل عن سر حمله لهذا المبلغ) انها اموال «الكشافة» وهذا يحيلنا على معطى آخر وهو ان رضا فهمي مثل حليفه هشام قيراط له اكثر من مهمة ومناصب عدة في مواقع مختلفة بلغت حدود اروقة الكشافة التونسية... المهم «يبارك في ترابك يا تونس» مادام هؤلاء حكام كرة القدم. فلا ندري ان كان ما حدث من قبل الصدف التي تتهاطل على هشام قيراط خاصة انه منذ اكثر من ثلاثة اعوام مضت شارك قيراط في ملتقى تحكيمي بقمرت كان اشرف عليه ناجي الجويني ، وادعى قيراط انه سرق منه (في النزل طبعا) مبلغ ألفي دولار لكن ناجي الجويني كان صارما وطلب منه تحمل مسؤولياته وها ان نفس الحادثة تتكرر لكن اذا كان رضا فهمي ادعى ان هذا المبلغ المرتفع هو اموال الكشافة فماذا كان يفعل قيراط بالعملة الصعبة وهو في وطنه؟ اجابة واحدة هي ان الحكام تبرعوا لرضا فهمي منذ اسابيع خوفا من بطش المسؤول الاول عن التحكيم!