تحرص جمعية "كلنا تونس" على مواصلة تفعيل أهداف برنامجها التي تأسست من أجلها من خلال الإعلان عن بادرة جديدة في نفس الإطار من منطلق الإيمان بالثقافة كحق للجميع وأداة للتنمية داخل الجهات من خلال تقديم واقتراح مشاريع ثقافية بديلة عبر مرجعيات مختلفة لفتح آفاق جديدة. ليقين المنضوين في صلب هذه الحركة ذات الأبعاد الاجتماعية والإنسانيّة أنه لا يمكن نشر قيم المواطنة والديمقراطية إلا من خلال ثورة ثقافية وخلق علاقة جديدة بين الثقافة والمواطن وذلك في إطار لامركزية الأنشطة الفنية والثقافية بتقريبها من المواطن التونسي في أي نقطة ووجهة من داخل الجمهورية. وتتمثل هذه البادرة الجديدة في تنظيم تظاهرة "كلنا موسيقى" انطلاقا من 9 من الشهر الجاري والتي تنتظم بكل من توزر ونفطة ودقاش بالجنوب التونسي بمعدل عرض في كل جهة. لتكون الحدث الذي تفتتح به "كلنا تونس" موسم أنشطتها الثقافية 2012 /2013 بمشاركة كل من سنية مبارك وفاضل بوبكر وهيثم الحضيري. فبعد إنتاج ونجاح تظاهرات "دقة للمسرح" التي انتظمت في جويلية الماضي ودعم مهرجان الواحات بتوزر ومرافقة مهرجان تانيت بدار علوش تأتي المحطة الثقافية والفنية الجديدة الموجهة لفئة وشريحة معينة من المجتمع التونسي حتى تكون الثقافة والترفيه في متناول الجميع ولا سيما بعد أن تم استبعاد هذين المعطيين من الفضاء العام واقتصر التمتع بهما على الأماكن المغلقة الحصرية على غرار المسرح الأثري والفضاءات التقليدية وغيرها من الفضاءات المعروفة بتقديم مثل هذه النوعية من المرافق والخدمات الضرورية لكل مواطن. وتعدّ "كلنا موسيقى" بمثابة تجربة جديدة تخرج عن الطرق المعتادة التي تتولى فيها حركة أو جمعية شعارها المواطنة تنظيم مثل هذه المبادرات لتذهب بالعروض الفنية الثقافية إلى دور الضيافة في محاولة لربط صلة الثقافة بالسياحة وتفعيل السياحة الثقافية على أرض الواقع خاصة إذا تعلق الأمر بالسياحة الصحراوية التي عرفت في المدة الأخيرة صعوبات كبيرة مثل غيرها من بقية القطاعات الاقتصادية في بلادنا. لتكون هذه البادرة دعما للتنمية في جميع المجالات والميادين في كامل جهات البلاد مع مراعاة خصوصيات كل جهة ودعمها. عروض نوعية فبالإضافة إلى تداخل الفضاءات المختلفة وتنظيم عروض شارع وتجليات تحمل في أبعادها ومضامينها الشأن الفني والثقافي الى أكبر عدد من المواطنين تضطلع جمعية "كلنا تونس" بدور كبير في المساهمة في تقارب مختلف الطبقات الاجتماعية مما يخلق مساحة ودية للتبادل والحوار وفي نفس الوقت ينمي الجمالية ويجذر الثقافة في التقاليد الشعبية. والهام في هذه التظاهرة الفنية أنها تضم أسماء تعرف بتقديم نوعية خاصة من الموسيقى التي تحمل في شكلها ومضمونها الشخصية التونسية المتجذرة في بيئتها المتوسطية والإفريقية والعربية الإسلامية والمنفتحة على العالم وقيمه الكونية. يفتتح تظاهرة "كلنا موسيقى" الفاضل بوبكر بعرض يوم 9 نوفمبر بدار بن عزوز بتوزر. وما يعرف عن هذا الفنان الشاب الذي لم يدرك بعد العقد الثالث من عمره أنه عازف على آلة العود وهو مختصّ في الموسيقى التقليدية على غرار الجاز والمالوف وغيرها من الأنماط الموسيقية التقليدية. أما العرض الثاني فتحييه سنيا مبارك يوم 10 من نفس الشهر بدار الهويدي بنفطة. فيما يقدم هيثم الحضيري العرض الثالث في إطار نفس التظاهرة بالمركز الثقافي الدولي بدقاش في اليوم الذي يليه. وتنطلق كل العروض على الساعة السادسة مساء.