تواصل نزول الأمطار.. وأضرار بالبنية الأساسية - أثار ما تداوله الموقع الأوروبي "استوفاكس" المختص في الإنذارات الجوية يوم الإثنين الفارط موجة من الخوف لدى التونسيين دحضها المعهد الوطني للرصد الجوي أول أمس مفادها أن تونس ضمن المنطقة التي قد تشهد خلال الأيام القليلة القادمة زوابع رعدية عنيفة وتهاطل الأمطار والبرد وارتفاع سرعة الرياح بما قد يسبب في حدوث سيول جارفة وأعاصير وهيجانا شديدا للبحر وارتفاعا كبيرا للأمواج على طول المتوسط. وحدث ما هو متوقع من موقع "استوفاكس" ولكن ليس بالحدة التي وقع نشرها على صفحات "الفايسبوك" وعبر وسائل الإعلام، حتى أن استوفاكس في توقعاته ليوم أمس حذر من هبوب رياح قوية على السواحل التونسية ولكن دون درجة الإعصار لتتقلص حدتها في آخر اليوم وهي مسألة عادية أكدتها أمس سحر شويخ من المعهد الوطني للرصد الجوي في اتصال هاتفي لل "الصباح" حيث قالت أن كميات الأمطار التي تهاطلت أول البارحة وصباح أمس على مستوى تونس الكبرى مثلا تراوحت بين 25 و30 درجة وهي كميات عادية في مثل هذه الفترة من شهر نوفمبر مع هبوب رياح قوية ترواحت بين 40 و60 كم في الساعة في بعض المناطق وبين 70 و75 كم في الساعة في مناطق أخرى وهي أيضا تعد معدلات عادية في مثل هذه الفترة. فما يؤسف له على حد قول سحر شويخ موجة التشكيك بتعلة أن التوقعات صادرة عن موقع أوروبي، فقد أصدر المعهد الوطني للرصد الجوي منذ صباح أول أمس بيانا صحفيا أخبر من خلاله أنه ستحدث تغيرات مناخية طيلة الأيام القادمة ولكنها لا يمكن وصفها إلا بتقلبات جوية عادية. تغيرات عادية ولكن ما حدث في حقيقة الأمر حسب ما صرح به الدكتور زهير الحلاوي باحث في علم المناخ في اتصال هاتفي لل "الصباح" أن الزوبعة التي حدثت كانت نتيجة قراءة خاطئة للمعطيات والمصطلحات التقنية والعلمية التي وردت بالموقع الأوروبي"استوفاكس" والتي من المفروض تفسيرها من طرف مختصين في علم المناخ وفي علم الرصد الجوي، فما يجب أن يعرف لدى العامة الناس أن ما حدث خلال هذين اليومين مسألة عادية لا تتعدى وجود منخفض للضغط الجوي صاحبته تقلبات جوية ولا ترتقي لخطورة الأعاصير الشبيهة بالأعاصير المدارية كإعصار"ساندي" أو"كاترينا". فالنظام المناخي المتوسطي الذي يشمل البلاد التونسية يعرف مثل هذه التقلبات خلال فصل الأمطار(الخريف والشتاء والربيع) مع نوعين من أنظمة الإمطار وهي نظام الإمطار الشمالي الغربي وذلك في شكل تقلبات جوية شمالية غربية تصحبها أمطار متواصلة وبكميات متوسطة. أما النظام الثاني فهو نظام الإمطار "العودة من الشرق" الذي ينجم عن وصول تقلبات جوية من شرق البلاد التونسية بعد مكوثها فوق المتوسط الشرقي وهي تفرز أمطارا غزيرة وفي فترة زمنية وجيزة. أما أنظمة الإمطار المصابة للأعاصير المدارية فهي نادرة الحدوث في مناخنا لعدم توفر الظروف اللازمة لتكونها وتطورها. لكن ما هو غير عادي على حد تعليق العديد من المواطنين ما شاب الشوارع التونسية خاصة بالعاصمة من سيول وانجراف وفيضانات جراء كميات من الأمطار وصفت بالعادية وعلقت على اثرها الدروس ببعض المعاهد والإعداديات وأغلق بسببها عدد من الطرقات وهو ما يؤكد تدهور البنية التحتية لشوارع تونس من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.