قرّرت الهيئة الإدارية الجهوية للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس صبيحة أمس الإضراب الجهوي العام بصفاقس كامل اليوم الخميس على أن يقع تأمين الخدمات الأساسية والحيوية للمواطنين بالجهة. ودعا الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل محمد شعبان في كلمة توجّه بها إلى الشغيلة التي اجتمعت منذ الصباح الباكر أمام دار الاتحاد التي رفعت شعار "الإضراب الإضراب حتى يسقط الإرهاب" إلى الانضباط في المسيرة التي ستنتظم صباح اليوم تحت شعار "الدفاع عن حرمة الاتحاد" لا غير وبعيدا عن المزايدات، على أنّه سيتمّ تنفيذ مسيرة أخرى خاصة بالنيابة الخصوصية وبوالي الجهة مثلما أفاد. واستعرض شعبان في كلمته قرارات الهيئة الإدارية الجهوية التي تعبّر عن تنديدها الشديد بما سمّته "بالاعمال الإجرامية التي قام بها أعداء تونس والعمل النقابي في حقّ منظمة لا يخفى على أحد دورها التاريخي والريادي في النضال الوطني ضدّ الاستعمار المباشر وفي ثورة الحرية والكرامة" إضافة إلى ما وصفه البيان بالاعتداء الصارخ على الشهيد خالد الذكر فرحات حشاد ومبادئ وقيم الاتحاد العام التونسي للشغل. بيان الهيئة الإدارية الذي وصلت "الصباح" نسخة منه ندّد بكلّ التصريحات التي أتت على لسان مسؤولي حركة النهضة والتي تعبّر بشكل فاضح عن عدائهم للعمل النقابي إضافة إلى ما وصفه البيان من مخططات تهدف إلى التدخّل السافر في الشأن النقابي والسعي إلى ضرب الوحدة النقابية كما طالبت الهيئة الإدارية المنعقدة بالحلّ الفوري لرابطات حماية الثورة التي أفاد الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بأنّها مجموعات محسوبة على حركة النهضة. الكلمة التي ألقاها شعبان تضمّنت رسالة مباشرة إلى الشباب للابتعاد عن توظيفهم ممّن يبثّ فيهم مفهوم أنّ الاتحاد ضدّ الثورة داعيا إيّاهم الاطلاع على تاريخ المنظمة النقابية التي ساهمت في الكفاح الوطني وأطرت الثورة في مواصلة على ذات الدرب والنهج لتحقيق أهداف الثورة المتمثلة أساسا في التشغيل والتنمية وبأنّ اتباع الخطاب المزدوج من قِبل الحكومة المؤقتة قد انكشف في ظل فشل تلبية مطالب ثورة الحرية والكرامة وأنّ هاجسهم تحوّل إلى الدفاع عن "هاجس الشرعية" وأنّ هدف هذه الأطراف هو الاتحاد لا غير وأضاف بأنّ الاتحاد هو الصخرة وصمّام الأمان وسيتصدّى لكل من يريد الالتفاف على الثورة. تعليق الاعتصام.. تغليبا للمصلحة الوطنية تمّ في حدود منتصف النهار من نهار الأمس تعليق الاعتصام من أمام مقر ولاية صفاقس الذي كان قد انطلق صبيحة أوّل أمس بتنظيم من رابطة مجالس حماية الثورة بصفاقس ومكونات من المجتمع المدني وذلك تغليبا للمصلحة الوطنية مثلما أفاد بذلك حمّادي معمّر رئيس المكتب التنفيذي لرابطة مجالس حماية الثورة في تصريح ل"الصباح" ولا سيّما بعد تغيّر عديد المعطيات التي طرأت من أحداث ساحة محمد علي بتونس وأخْذ الاتحاد على عاتقه ما عبّر عنه بالصدام مع رابطات حماية الثورة. معمّر أضاف بأنّ مشكلتهم ليست مع الاتحاد العام التونسي للشغل كمنظمة بل إنّهم يفضّلون تحييدها عن الصراعات والتجاذبات بحكم أنّ المستفيد من هذه الوضعية سيكون التجمّعيين ومن يريدون توظيف الاتحاد لضرب المصلحة الوطنية وبأنّهم في الرابطة خيّروا تفويت الفرصة على عديد الأطراف من الملتفين على الثورة وتجنيب الجهة الانفجار والاحتقان. ويذكر أنّ رابطة مجالس حماية الثورة بصفاقس دعت إلى مسيرة يوم السبت بعد صلاة العصر من أمام جامع سيدي اللخمي.