هذا ما قاله العميد مختار بن نصر عن تقريريْ الأطباء الشرعيين - أثارت حادثة وفاة الرقيب أول بالثكنة العسكرية بالكاف التليلي بدري نهاية الأسبوع الفارط بمحلات الإيقاف العسكري موجة من الاحتجاجات بين أفراد عائلته وأجواره، وهو ما دفع السلط القضائية إلى الإذن بتشريح جثته بقسم الطب الشرعي بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة لكشف ملابسات الحادثة وتحديد السبب الرئيسي للوفاة خاصة بعد الشكوك التي حامت حول الواقعة ورفض عائلته لفرضية الوفاة إثر محاولة انتحار. ومتابعة لهذه الواقعة علمت "الصباح" من مصدر مطلع أن طبيبين مختصين في الطب الشرعي قاما منتصف ليلة الأحد الاثنين بإعادة تشريح الجثة، وقد تبين أن السبب الوحيد للوفاة ناتج عن الانتحار شنقا بواسطة كمّ مريول (يد المريول) وفق مصادرنا مما نتج عنه كسر بعظم صغير مرتبط بالحنجرة عجّل بالوفاة، وقد تسلمت عائلة الهالك جثمانه فجر أمس الاول ونقلته إلى مسقط رأسه لمواراته الثرى. وحسب مصدر مطلع فإن الهالك الرقيب أول بالجيش، وبعد اعترافه بعلاقته بأحد الإرهابيين (لم يتم الإفصاح عن نوعية هذه العلاقة) قام صباح يوم السبت بمحاولة الانتحار مستعينا بمريول كان يرتديه بعد أن ربط طرفه الأول في نافذة بمكان الاحتفاظ به وأحاط طرفه الثاني حول رقبته، ورغم التفطن له ونقله إلى المستشفى فإنه فارق الحياة. العميد بن نصر يؤكد وفي نفس السياق قال العميد مختار بن نصر الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع في اتصال مع "الصباح" إن:"التقرير الطبي الاول الصادر إثر تشريح الجثة بالمستشفى العسكري بتونس بحضور طبيب شرعي عسكري أكد أن"السبب الوحيد للوفاة هو الاختناق بواسطة الشنق"، مضيفا أنه تلبية لرغبة العائلة في إعادة تشريح الجثة بمستشفى عمومي(شارل نيكول) فقد أشرف طبيبان شرعيان على العملية وأكدا أن السبب الوحيد للوفاة هو"الاختناق شنقا"، مشيرا إلى قاضي التحقيق بالمحكمة العسكرية الابتدائية بتونس تعهد بالتحقيق في القضية. علاقة بإرهابي إلى ذلك علمنا أن موظفين تابعين للإدارة العسكرية بتونس كانوا اقتادوا الرقيب أول بعد الانتهاء من عمله يوم 26 ديسمبر الجاري إلى العاصمة للاستماع لأقواله على خلفية معلومة من وزارة الداخلية تلقتها وزارة الدفاع حول الاشتباه في وجود علاقة بين الهالك والمجموعة الإرهابية التي كشف عنها خلال الشهر الجاري بجبال عين دراهم والقصرين إثر اعترافات أدلى بها أحد الموقوفين أثناء التحقيق معه. وحسب مصدر مطلع فإن الهالك تم سماعه بحضور ضابط عسكري مختص في الطب النفسي غير أنه أنكر في البداية وجود أية علاقة، ولكن بمواجهته ببعض القرائن-على ما يبدو- فإنه تراجع عن أقواله في جلسة استماع ثانية واعترف بعلاقته مع أحد العناصر الإرهابية الموقوفة، فتم الاحتفاظ به بمحلات الإيقاف العسكري ليتم العثور عليه في صباح اليوم الموالي(السبت) في حالة حرجة جراء محاولته الانتحار بكمّ مريوله، وبنقله إلى المستشفى العسكري فارق الحياة. يذكر أن عائلة الهالك استبعدت فرضية محاولة الرقيب أول بالجيش إقدامه على الانتحار وأصرت على إعادة عرض الجثة على الطبيب الشرعي وفتح تحقيق في الغرض، وهو ما تم فعلا وخلص إلى أن الوفاة ناجمة عن عملية انتحار.