هل كانت لمحمد عبّو حلول اخرى غير الاستقالة من الحزب ؟ ربما امين عام حزب المؤتمر نفسه غير قادرعلى الإجابة عن هذا السؤال؛ عندما يكون الحزب تشكيلة صغيرة حقوقية قبل 14 جانفي 2011 وإن بهامات نضالية ثورية ثابتة ومتحولة العقائد والولاءات، عبّو الفارس.. عبّو المتسرع... بقلم: محمد يوسف* هل كانت لمحمد عبّو حلول اخرى غير الاستقالة من الحزب ؟ ربما امين عام حزب المؤتمر نفسه غير قادرعلى الإجابة عن هذا السؤال؛ عندما يكون الحزب تشكيلة صغيرة حقوقية قبل 14 جانفي 2011 وإن بهامات نضالية ثورية ثابتة ومتحولة العقائد والولاءات، ويجد نفسه بدون مقدمات في معركة انتخابية يهيمن عليها الاسلام السياسي في صراع مع القوى العلمانية ورأس المال والثورة المضادة ، شريكا في الحكم مع حزب النهضة المستند الى "ماكنة" موغلة في القدم ومرتبطة بمرجعيات عقائدية وموضوع الاستبداد الرئيسي لبن علي، يمكنه ان يظفربتأشيرة العبورالى استحقاق مشروط منقوص الأهلية. تمكن حزب المؤتمرمن التموقع ضمن الحسابات الثورية المستعجلة من الظفربكرسي رئاسة الدولة بشروط الامتناع عن الحكم وهامش صغيرمن الحصص الوزارية رشّح لها من علا صوتهم في حلقة النقاش الأخيرة وضمن التوقيت بدل الضائع. هل يجوزله ان ينتظرفرصة المناورة لإثبات الذات بعد الانشطارات القاسمة للظهر، فيواجه انقسامات وتشتّتا في حزب لم يتشكل بعد ؟ ربما اتجه عبّوفي استقالته الاولى الى ترميم حزب بلا قيادة... يستعد للمستقبل فحاول استقطاب عدد من الكوادرخاصة وانه يملك توزيع شرف رتبة مستشارلدى رئيس الجمهورية ومن ثمة يتحول القصرالى قاعدة انطلاق جديد ؛ فالرئيس بإمكانه ان يسوق نفسه كرمزللأمة ويتعالى –الى حين – عن الأحزاب من أجل حزبه ويمارس هوايته المفضلة في معارضة الجميع ويحتفظ بنيّة تأييد المنتصر. ان تشكيلة القصرالمتجددة بعيدة عن التجانس وقريبة من شاهية الانقسام بين من يدفع الى التكامل مع النهضة ومن ينحازالى معارضة متمسكة بتفعيل عجزمن يحكم وتسعى لخلط الأوراق. ربما تفرض هذه الوضعية على محمد عبّو، المناضل، الثوري، الشاب ، المتمسك بعنف بالمحاسبة، والتضحية بعضوية الحكومة ليتفرغ الى ترميم الحزب الصغيرالمتصدع قبل ان يتشكل؛ ويمكنه ان يجوب البلاد ليلتقط قواعد اصطناعية : منهم من لم يجد نفسه ضمن المنظومات العقائدية والفكرية / ومنهم من برزفي شوارع القرية او المدينة الصغيرة بعد 14 جانفي ولم يكن ناشطا بارزا في صفوف التجمع / ومنهم من عرفه الناس تجمعيا ولكنه لم يكن معروفا ومنهم مواطنون بلا اشعاع لم يفوّتوا الفرصة الوحيدة للتموقع المحلي واثبات الوجود خاصة بعدما وصلت وجوه منعدمة الرصيد والامكانيات الى المجلس التأسيسي...ومنهم من لا مأخذ عليه. لم يكن أحد يحسب ان شدّة الضعف تتحول فجأة الى قوة تأزيم، يتعلق الأمربمسلسل التحويرالوزاري الذي أرادت منه النهضة توسيع قاعدة الائتلاف وجرّالخصوم الى مربع ورطة الحكم؛ ولكنهم انسحبوا جميعا وتركوا شروطهم على الطاولة وقد رأوا في حلبة الفضائيات مجالا انجع للحكم اوالتحكم في مواقف القوة الانتخابية المتضررة من الثورة بقيادة "الترويكا". لم يتردّد بعض أقطاب المؤتمر في رفع لافتة المعارضة عاليا والزجّ برفع سقف الشروط للبقاء في الحكم مجرّدين من فاتورة الفشل محتمين بلازمة المحاسبة والتحصين. ولكنهم نسوا ان قلوبهم شتى ونسوا أن بقية اللاعبين والجمهورمدركون أن هجوم المؤتمريلعب في التسلل؛ وكم يحلوا للعديد منهم ان يسخروا من مدافعيهم المتشبثين بالكراسي او هكذا يبدون. غلبت الحمولة المتبعثرة على وعاء الحزب الهشّ وعجزمحمد عبّو عن العثورعلى باب الخروج المشرف؛ ولم تزد قرارات التهديد المتواصلة بالخروج من "الترويكا" بعد فوات الأجل الا تعقيدا لم ينجح في ضدّية النهضة ولم ينجح في التوافق معها وبدا فوق خشبة المسرح بزي الثوري الوحيد في البلاد... تبعثرت حزمة الحطب . صاح عود أخضرطري بدا متكلسا : انا شجرة ؟ كل الخشية الاّ ينال لا بلح العراق ولا عنب اليمن!!!