قررت الهيئة الإدارية القطاعية للتعليم الإبتدائي المجتمعة أول أمس تنفيذ إضراب عام في كافة المدارس الأساسية بمختلف مناطق الجمهورية يوم 24أفريل القادم. ويأتي هذا الإضراب على خلفية "التراجع الملحوظ من قبل وزارة التربية عن عديد الإتفاقيات المبرمة ومماطلتها في التفعيل"، طبقا لتصريحات الطاهر ذاكر كاتب عام نقابة التعليم الإبتدائي ل"الصباح" مبينا أن عديد المسائل المتفق عليها لم تجد طريقا للتنفيذ من ذلك ما يتعلق بإصدار الترقيات المهنية لكافة أسلاك المدرسين. كما يشهد إصدار النظام الأساسي للمعلمين مماطلة بيّنة من الوزارة رغم مرور سبعة أشهر عن إقراره وكان وزير التربية السابق أعلن أن الحكومة صادقت عليه وسينشر بالرائد الرسمي، لكن إلى هذا اليوم لم يصدر ما يفيد ذلك وكانت بالتالي تصريحات الوزير عارية عن الصحة، حسب الطاهر ذاكر الذي انتقد التراجعات المسجلة في عدد من المطالب الأخرى ومنها الترفيع في منحة الريف للعاملين بالمدارس الريفية رغم انها ممضاة في إتفاق ديسمبر2011. وكذلك الأمر بالنسبة لتعميم منحة العودة المدرسية ومنحة الإدارة ومنحة التنقل الكيلومترية للمساعدين البيداغوجيين. وكان تعديل الفصل 36من القانون التوجيهي محل توافق في اتفاق15جوان 2012على أن يتم التباحث في صيغ تنفيذه لكن ظل مصيره كسابقيه. ويرمي التعديل المقترح إلى إضفاء صفة المؤسسة العمومية ذات الصبغة الإدارية على المدرسة الإبتدائية ليتسنى لها تجاوز الأوضاع المزرية التي تحف بالعديد منها من تقادم وعدم صيانة وتجديد ما يهدد وجودها. ونبه الكاتب العام إلى الخطر المحدق بقاعات الدرس الآيلة للسقوط في أكثر من مدرسة. وغياب المركبات الصحية بها وهي من أبسط وأوكد المرافق التي يفترض تواجدها كذلك الشأن بالنسبة لغياب الأسوار الخارجية الحامية للمدارس والتي قال إنها تغيب حتى في الإحداثات الجديدة. وبتذكيره بأن الوزارة تتحدث دائما عن مجهودات كبرى للصيانة وتعهد مدارسها وعن توفير اعتمادات هامة لهذا الباب رغم التحديات المطروحة عليها إزاء العدد الهائل للمؤسسات التي تتطلب التدخل.رد بالقول " كل هذا مجرد كلام لأن النقابة عند طرحها لهذه المشاغل على الوزارة فإنها تتعلل بقلة الإمكانيات." لا شأن لنا بتغيير الوزير حول علاقة النقابة بالوزير الجديد وعن سبب اللجوء إلى الإضراب رغم أنه تسلم المسوؤلية حديثا وكان يمكن التريث إلى حين اطلاعه على الملف كاملا شدد الطاهر ذاكر على أن شخص الوزير لا يهم بالنسبة للنقابة سواء تغير أم لا لأن التعامل يتم مع هيكل وزاري.ليضيف بأنه وقع التقدم بطلب رسمي لعقد جلسة عمل مع الوزير سالم لبيض منذ تسلمه لمهامه وإلى يوم الناس هذا لم يحدد أي موعد ولم يحمّل الوزير نفسه عناء الرد على المراسلة،وكأن حالة التوتر والمناخ الإجتماعي العام بالمدارس لا يعنيانه وليسا من اهتماماته،على حد تعبيره. ولأن الإضراب ليس غاية في حد ذاته أورد المتحدث بأن ما تسعى إليه النقابة هو تحقيق مطالبها وتفعيل الإتفاقات الممضاة واستجابة الوزارة لها لذا تبقى اليد ممدودة لكل خطوة بناءة تصدر عن الوزير ولن ينقطع حبل الحوار والتواصل قبل حلول تاريخ الإضراب. وفي إشارة لحسن نوايا النقابة ذكّر بقرار تعليقها الإضراب الذي كانت قررته ليوم4أكتوبر الماضي بعد تقدم المفاوضات والتوصل إلى اتفاقات ظلت تراوح إلى اليوم مكانها دون تفعيل وهو ما بات يثير شكوك القواعد النقابية في مصداقية التفاوض مع الاطراف الإجتماعية.أمام التفاف الوزارة عن الاتفاقيات المبرمة رغم برمجة اعتماداتها ضمن موارد ميزانيتي 2012و2013. العود لمناظرة "السيزيام" بعيدا عن المطالب النقابية سألنا السيد ذاكر عن أبرز الملفات التي يترقب المعلمون فتحها ومباشرة معالجتها من طرف وزير التربية الحالي فأشار إلى أنه بالنظر لقصر المدة الممنوحة للحكومة الحالية لا يمكن للوزير فتح أمهات القضايا التي من شأنها إصلاح المنظومة التربوية في العمق،لكن ذلك لا يحول دون مطالبته بقرارات عملية وآنية في ما يتعلق بإعادة الإعتبار للشهائد لنظام تقييم مكتسبات التلميذ وكذلك نظام الإرتقاء المعتمد إلى الآن معتبرا آلية الإرتقاء الآلي قد قضت على التعليم وتسببت في تراجع جودة التعلم . وأكد على أن إعادة العمل بالمناظرة الوطنية "للسيزيام" مطلب أساسي بعد ان تحولت في ثوبها الراهن إلى مجرد وسيلة لجمع الأموال المتأتية من معلوم التسجيل بما يتعارض مع المبدإ الأساسي في القانون التربوي وهو مجانية التعليم.