◄ بين الدراما الساخرة والواقع العبثي مسرحيون تتنازعهم الأحلام والهواجس لدعم نسيج التظاهرات المسرحية المختصة والعمل على إشعاعها وطنيا وإقليميا وفسح المجال للمسرحيين من بلدان المغرب العربي للتلاقي والتحاور وتبادل الخبرات والتجارب لتمكين جمهور المسرح من الإطلاع على التجارب المسرحية الرائدة والالتقاء بالفرق والفنانين المغاربيين كما صرح ل"الصباح" السيد سمير زقية المندوب الجهوي للثقافة بالمنستير افتتحت مساء أمس الجمعة بالمركب الثقافي بالمنستير الدورة 19 من مهرجان خليفة السطنبولي للمسرح المغاربي - دورته المغاربية الثالثة – هذا المهرجان الذي تدعمه وزارة الثقافة والحديث للسيد سمير زقية يجد الكثير من التجاوب من طرف المؤسسات المسرحية بالدول المغاربية التي أصبحت اليوم تتنافس للمشاركة في هذه التظاهرة وأصبحت تسارع بإرسال ملفاتها الفنية للمندوبية حتى تتم برمجتها. ومهرجان خليفة السطنبولي للمسرح المغاربي أصبح من ابرز التظاهرات المسرحية التونسية التي تعمل على الإسهام في نشر الثقافة المسرحية وتعميمها وتشرف عليه المندوبية الجهوية بالمنستير وترعاه وزارة الثقافة وتتواصل فعالياته إلى غاية يوم20 أفريل 2013. أحلام جميلة وواقع قاس كان الافتتاح بعرض تنشيطي احتفالي اشرف عليه الأستاذ فوزي اللبان وهو من إنتاج شركة مسرحية من المنستير وهو ما يؤكد كما صرح السيد سمير زقية "للصباح "حرص المندوبية على إعطاء مبدعي الجهة المكانة التي تليق بهم وتشجيعهم وإعطائهم الفرصة لملاقاة الجمهور. وتلته مسرحية "كش...Echec" لشركة روسبينا للانتاج بالمنستير وهي من إنتاج سنة 2013 ومن تأليف محمد العوادي وإخراج خالد شنان وبطولة كل من إبراهيم زروق حنان عمران نجوى الفتايتي عمر بسباس هالة كمون وبسام حمامة. وتدور أحداثها في محيط يعجّ بالمفارقات الغريبة، ويصطدم فيه الحلم الجميل بواقع قاس، تمتزج فيه الحقيقة بالوهم، تقضّي الشخصيات ليلتها في انتظار صباح يحمل بشرى وانفراج، ستة شخصيات بلا أسماء تتنازعها أحلام وهواجس، يجمعها مكان واحد هو رمز البقاء والاختباء والصمت لبعضهم، وهو كذلك رمز للخوف والهروب من المواجهة كما انه مكان الراحة والسكون لبعضهم. لقاء اليوم السبت سيكون مع دراما ساخرة، تعرض واقعا عبثيا بعنوان "ويظهر جارا" لفرقة البديل للمسرح بباتنة/ الجزائر وهي من اقتباس النوري الصغير وإخراج عزالدين بن عمر هذه المسرحية تشرّح واقعا اجتماعيا عبثيا لا معقول وتتعرض بالسخرية والازدراء لوضعيات اجتماعية غير سوية، مارسها الناس حتى ألفوها، مثل النفاق والتملق والتزلف، وكيف أن المجتمع كله يعيش كذبة كبيرة وأسطورة ملفقة وكيف يمكن لأي كان تغيير الواقع وتزييف التاريخ والقضاء على الحقيقة ومحاولة طمسها وإخفاء معالمها، وزرع الكذب والبهتان. ولكن هل الحقيقة ستختفي؟ أما غدا الأحد فسيكون اللقاء مع مسرحية "ثلاثة قمصان" لجمعية المسرحيين الموريتانيين/ موريتانيا تأليف وإخراج: سلى ولد عبد الحي هي عبارة عن معالجة درامية لضغوط الحياة وانعكاساتها ونتائجها وتناقش مسرحية (ثلاث قمصان) بلغة عربية مطعمة باللهجة الموريتانية مشكلة الهجرة من خلال(يوسف وأيوب) كشخصيتي غياب و(إبراهيم ومصطفي) كشخصيتي حضور بطريقة اجتماعية درامية. يقوم بادوار البطولة فيها كل من محمد ولد عزيز وشيخن ولد معطل وسلى ولد عبد الحي. "غيلان" تختتم الدورة من ليبيا برمجت ليوم الجمعة 19 أفريل مسرحية "أفكر فيك الآن" لمسرح المبدعين بطبرق/ ليبيا إخراج: عز الدين المهدي تمثيل الفنانة سعاد خلييل ومن بين أهم العروض برمجت هيئة تنظيم المهرجان ليوم الخميس18 أفريل مسرحية" امرأة وحيدة تؤنسها الصراصير"لمسرح المدينة الصغيرة بشفشاون/ المغرب تأليف احمد السبياع تمثيل رجا خرماز ورباب الخشيبي ومحمد فركاني ومحمد بوغلاب تدور أحداثها في مدينة كئيبة، حيث يصعب حتى على لص أن يجد شيئا يسرقه، تعيش أربع شخصيات: السيدة ليلى، السيد سالم، والسيد فوزي وابنته الآنسة حسناء. إنها الوحدة التي تعلم ليلى الهدوء وتمنحها طاقة التحمل. رعونة الشباب تجعل من حسناء فتاة غير مهذبة. الشيخوخة ترزح فوق جسد السيد فوزي فتجعله بطيء ردود الفعل. والانكسار يمزق سالم فيحوله إلى رجل تائه يبحث عن ظله. لكن ما يحدث فعلا في المسرحية يبقى سؤالا مطروحا؟. عرض الاختتام سيكون مسرحية "غيلان" لمسرح الحمراء / من تونس تأليف: ليلى طوبال إخراج: عزالدين قنون تمثيل: ريم حمروني – بحري رحالي– بهرام علوي- سيرين قنون– أسامة كشكار كوريغرافيا: علاء زرافي صوت: صهيب وسلاتي توضيب عام: مراد مبخوت. تشتمل هذه الدورة من مهرجان خليفة السطنبولي كذلك على جملة من العروض الموازية كمعرض العرائس والاكسسوارات المسرحية من إنتاج المركز الوطني لفن العرائس بتونس وعلى ورشة تكوينية لفائدة رواد نوادي المسرح بدور الثقافة حول الأداء الركحي الجماعي بإشراف الأستاذة بسمة الفرشيشي بفضاء المعهد الجهوي للموسيقى والرقص بالمنستير وندوة فكرية تنظم يوم السبت 20افريل وتتمحور حول مضامين الخطاب المسرحي وإشكاليات التلقي بمشاركة مجموعة من الأساتذة والمختصين والإعلاميين.