لا نبالغ في شيء عندما نقول ان النادي الصفاقسي حملوه بما لا طاقة لديه وفرضوا عليه اجراء 9 مقابلات هامة في ظرف زمني غير منطقي بالمرة خصوصا اذا ما علمنا انها تقترن برحلتين طويلتين ومضنيتين جدا في ادغال القارة السمراء والتي ترهق اللاعبين ارهاقا لا حد له وبناء على ذلك فان ماراطونا ما انزل الله به من سلطان بانتظاره في الايام القليلة القادمة اذ بعد لقاء النجم الساحلي غدا والنادي الافريقي يوم الاربعاء القادم يمتطي الطائرة باتجاه نيجيريا ليتبارى في نهاية الاسبوع القادم مع فريق رنجرس النيجيري العتيد 12 ساعة من الطيران ولحد الان واذا لم تتوفق الهيئة الى تسويغ طائرة خاصة لنقل اللاعبين يوم الجمعة من مطار صفاقسطينة الدولي الى العاصمة النيجيرية ابوجا مباشرة في رحلة تستغرق نحو 6 ساعات فان الوفد مضطر لامتطاء طائرة عادية فجر يوم الخميس أي في الثانية صباحا ليصل الى مطار ابوجا في الثالثة من بعد الظهر بعد توقف فني بمطار فرنكفورت الالماني وطبعا لن تقف المعاناة عند هذا الحد بل انه مطالب بامتطاء حافلة من هناك تقله الى مدينة انيجي التي تبعد عن ابوجا 290 كلم وعن لاغوس العاصمة الاقتصادية 440 كلم رغم وجود مطار بالمدينة التي تأوي فريق رنجرس انيجي على اساس وان التحول اليها عن طريق الطائرة يتطلب انتظارا طويلا بمطار ابوجا !! هذا بالنسبة للذهاب اما عن العودة الى تونس فان البعثة مضطرة للبقاء بنيجيريا كامل يوم الاثنين لتمطي الطائرة في العاشرة ليلا من ابوجا ليكون الوصول الى تونس يوم الثلاثاء في الحادية عشرة صباحا وهنا يجد الفريق نفسه مضطرا للتباري مع الترجي الرياضي بعد يومين في لقاء العودة في وقت وجيز وبعد كل هذه الاتعاب المضنية 200 ألف دينار وعلمنا ان عملية تسويغ الطائرة الخاصة لنقل البعثة مباشرة الى مطار انيجي يتطلب 200 ألف دينار وهو مبلغ مرتفع جدا بالقياس للوضعية المالية الحادة بالنادي لذلك فان تسويغها يتوقف على نتيجة مباراة الغد مع النجم الساحلي لان الفوز عليه مثلا قد يشجع المسؤولين على تسويغها لان الظهور بالمظهر الممتاز العادي يدفع العديد من الانصار للتحول مع الوفد وبالتالي فانهم يخففون العبء على الهيئة علما وان تكاليف تحول البعثة ب35 شخصا بالرحلة العادية يستدعي اكثر من 75 ألف دينار على اساس وان التذكرة الواحدة تبلغ قيمتها اكثر من ألفي دينار من جهة اخرى نشير الى ان الحارس حمدي القصراوي سيتخلف في سوسة بسبب الاصابة مقابل عودة طه ياسين الخنيسي عبيد ماذا دون سعيد الكردي بعد لقاء المهيري؟ يبدو ان عوامل عديدة أدت الى الانفجار في اوساط النادي الصفاقسي منها تجاهل الهيكل الجامعية بمطالبته المنطقية كتأجيل "البلاي أوف" وكعدم تعيين سعيد الكردي لادارة مقابلاته بناء على سوابقه معه ويبدو ايضا ان لطفي عبد الناظر تلقى وعدا صريحا خلال اجتماع وزير الشباب والرياضة طارق ذياب رؤساء الاندية الاربعة وبحضور رئيس الجامعة والبعض من اعضده كي لا يدير سعيد الكردي مباراة النادي الصفاقسي لكنه فوجئ من جديد بضرب مطالبه عرض الحائط ومن حسن الحظ ان لم ينقد الفريق الى هزيمة ثقيلة القت بضلالها على المباراة لانها لو حصلت لكانت الكارثة الكارثة ومع ذلك لم يتمالك لطفي عبد الناظر نفسه في نهاية اللقاء حيث توجه للحكم سعيد الكردي وعاب عليه صنيعه بلهجة قيل انها حادة على اساس وانه تسبب في فقدان توازن اللاعبين بالاعلان عن مخالفة وهمية كانت وراء الهدف الاول الذي بعثر كل الاوراق وطبعا دوّن الحكم المذكور ملاحظات على ورقة التحكيم في هذا الخصوص سيما وان جانبا من الجومهور المرابط بالمدارج او بجانب حجرة الملابس بعد نهاية اللقاء انهال عليه سبا وشتما وحمله مسؤولية الاخفاق مذكرا اياه بأن "الترقيع" والتغافل عن ضربة جزاء للمنافس يؤكد سوء نيته وعدم اهليته لادارة لقاء من هذا القبيل سيما وقد تغافل عن التدخل القوي لحسين الراقد الذي كان يكلفه الاقصاء وحرمان زملائه من خدماته