عاشت مدينة المتلوي يوم الأربعاء الماضي حدثا هاما ستحفظه ذاكرة أحباء النجم الرياضي بالمتلوي .. الحدث سيمثل حتما علامة بارزة و نقطة ضوء ساطعة في أرجاء الحوض المنجمي بما يرسخ عشق الأهالي للجلد المدور ويعمق شغفهم بنجمهم المتلألئ رغم شدائد الأيام و قسوة الظروف طيلة العقود الستة التي مرت على نشأة الفريق ذات موسم 50 51 من قبل المرحومين الصادق قلص والمنوبي معاوية و ما رافق هذه النشأة من طرائف وحكايات ظلت متواترة على ألسنة الأجيال لعل من أبرزها مسألة التسمية و الألوان التي باتت تميز أزياء الفريق .. من الخلاف إلى الإتحاد من المفارقات التي جدت منذ الوهلة الأولى تلك المتعلقة بالخلاف حول تسمية الجمعية حيث شاءت الأقدار أن تقترن بداية نشاط الفريق بقدوم شخصين الى مدينة المتلوي للعمل بالمدارس الإبتدائية حيث إتفقا على بعث فريق لكرة القدم على غرار الجمعيات الناشطة آنذاك بباقي مدن الحوض المنجمي و التي كانت متألفة أساسا من الأجانب والفرنسيس غير أن ميولات المدرسين كانت متناقضة إذ يعد سي الصادق قلص من أنصار النجم الساحلي بحكم كونه أصيل جهة الساحل فيما كان سي المنوبي معاوية من المتشيعين للترجي التونسي ٌحيث أراد كل منهما تسمية فريقهما الجديد بما يتفق مع أهوائه الشخصية .. هذا يريد تسمية» نجم المتلوي» و الثاني «ترجي المتلوي» و هو ما كان لزاما حينذاك على المحيطين بالجمعية درء الخلاف ليصدع القصاص المعروف حينذاك التابعي لخضر مصباحي بفكرة جيدة تقوم على جمع الألوان مع الأسماء بشكل يجعل الأزياء تتكون من اللونين أحمر و أصفر ( الترجي ) مع إضافة نجمة لهما ( النجم ).. لتصبح التسمية رسميا النجم الرياضي بالمتلوي و هو ما كان له تأثير إيجابي على نفوس الأنصار و المسؤولين ليسود الوئام و الإتحاد بين جميع الفرقاء .. فريق المغرب العربي من العلامات المميزة في تاريخ النجم الرياضي بالمتلوي احتضانه لعديد اللاعبين من مختلف الجنسيات المغاربية حيث تقمص زي الفريق كل من محمد الهادي بوجمعة (المغرب ) و عمار رويحة ( الجزائر ) و الحارس محمد بالسعود ( ليبيا ) و غيرهم من اللاعبين الذين وفدوا مع أهاليهم إلى المتلوي للعمل بدواميس الفسفاط خلال الفترة الإستعمارية و إثرها .. عجوز القسم الثاني و بطبيعة الحال كانت لفريق المناجم صولات و جولات خلال هذه المسيرة الطويلة الممتدة منذ عام 1950 و تعد الفترة الذهبية للجمعية حسب الملاحظين خلال السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن الماضي حيث « لامس « النجم بطولة الكبار دون أن يبلغ مناه و ذلك في موسم 62 (الباراج ضد الأهلي الماطري ) ثم موسمين متتاليين ( 73 74 ) حيث خاض الباراج أمام الملعب الصفاقسي ثم الشبيبة القيروانية كما لم يفلح الفريق أيضا في تجاوز عقدة الباراج أيضا أمام جمعية جربة ذات موسم 85 1986 .. خلال نفس الفترة يبدو بلوغ نجم المتلوي الدور نصف النهائي و حواره مع أحد أعتى الفرق التونسية و نعني به النادي الإفريقي يبدو من الإنجازات الكبيرة لزملاء بناني معمري خلال موسم 73 1974 و هي بالمناسبة المرة الأولى التي يدرك فيها أحد فرق القسم الثاني آنذاك الدور نصف النهائي لكأس تونس مما دفع بعدد من الملاحظين إلى إطلاق إسم « عجوز القسم الثاني « على فريق النجم الرياضي بالمتلوي و قد حفظت و لا تزال ذاكرة عشاق الكرة بربوع المناجم على عدة أسماء لامعة نسجت خيوطا من ذهب في مسيرة هذا النادي العريق الذي لو لم تنله أيادي العابثين ممن لطخوا الكرة التونسية بأدرانهم لاتخذ له مكانا منذ فترة بعيدة ضمن بطولة الكبار و هو الأمر الذي تحقق مؤخرا بفضل عزيمة جميع الأطراف .. مسؤولين .. إطار الفني .. لاعبين و أحباء .. مروا من هنا .. دائما مع مذكرة الأيام .. ساهمت عديد الأسماء في نحت مسيرة النادي عبر المواسم الماضية و هنا ينبغي أن نذكر بعضها على غرار الحارسين محمد الصالح الشلم و محمد الباهي و المنجي الظاهري و عبد المجيد الديناري عبد الرحمان ماجدي و عمر لخوص عبد المجيد بوجلال وعلي اليحياوي و سالم شوشان و غيرهم على أن الذاكرة لا تزال تختزن عدة أسماء في مجال التدريب على غرار عمر الذيب و محمود الورتاني ( في بداياتهما) ومحمد العابد وعلي راشد ومصطفى الجويلي والطاهر باللامين واليوغسلافيين سافا ستيفانوفيتش و ريدالوفيتش .. طبعا قائمة هؤلاء لا بد أن تتضمن المدرب الذي عرفت على يديه الجمعية صعودها لأول مرة منذ إنبعاثها و هو شكري الخطوي و أبطال الصعود عفيف السنوسي و مراد زهو وحمادي الجريدي و سليم المزليني و عماد المنياوي وغيرهم من اللاعبين الذين سيخطون أسماءهم بأحرف من ذهب .. كيف لا و قد ساهموا في تحقيق أحلام الأنصار و"تفجير" الفرحة في أنهج و شوارع عروس المناجم .. فرحة أعادت الصفاء إلى نفوس أهالي المتلوي.. لتتجدد أحلامهم و تتوحد صفوفهم من أجل إعلاء صرح الجمعية ومزيد إشعاع " نجم المتلوي" في سماء الكرة التونسية ..