عشق الجريدية للكرة زاد في أعقاب موسم الصعود والاجتهاد إنجاز بطولي وحدث تاريخي في مسيرة جريدة توزر للمستقبل.. هو إنجاز ليس كغيره إنجاز آخر كيف لا وقد تحقق حلم كافة «الجريدية» في رؤية فريقهم ضمن «علية القوم الرياضي» بعد 66 عاما من النشاط والتأرجح بين الأقسام السفلى تارة والرابطة الثانية أحيانا أخرى.. صعود الجريدة يعد ثمرة تضحيات ومجهودات أجيال وأجيال.. بداية بمؤسسها المرحوم عبد الوهاب بوعلاق وبقية رفاقه إبراهيم التوزري والطيب مخلوف وعبد العزيز الأطرش والهاشمي المازق مرورا بالمسؤولين الذين تعاقبوا على سدة الرئاسة من أبرزهم سلطان العبيدي (أول رئيس) ومحمد السويسي وأحمد الشابي والمنصف بن كادي وسعيد حفيظ ومثنى الحفوظي.. ذاكرة الأنصار لن تختزن أسماء هؤلاء فحسب بل لا نراها قادرة على نسيان الأب الروحي للجمعية الحفصي الجدي الذي كان له الفضل في منح حجم أكبر للجريدة وبالتالي التمهيد للنجاحات المحققة في المواسم الماضية والتي كللت بالصعود إلى الرابطة الأولى وذلك قبل أن يسلم المشعل لابنه البكر علي الحفصي الذي اجتهد في وضع الفريق على السكة المؤدية نحو رابطة الكبار وبطبيعة الحال سوف تحتفظ حتما الذاكرة باسم محمد الناصر بن زعلان الذي عرفت الجريدة على يديه هذا الإنجاز التاريخي الذي اهتزت له مناطق الجريد ونامت على وقعه أحياء باب الهواء والهوادف والشابية وغيرها من الأحياء الشعبية الأخرى وفي حدّ ذاته يعدّ هذا الإنجاز البطولي نتيجة حتمية لمجهودات المسؤولين والأنصار والإطار الفني المتألف من أحمد علية ومساعده عبد الجليل الغالي ومدرب الحراس الأخضر الكواش والمعد البدني حمزة براني والإطار الطبي الممثل في شخص الدكتور عماد خليفة فضلا عن مساهمة مرافق الفريق اللاعب السابق صبري بشتة في المحافظة على الأجواء الممتازة صلب المجموعة.. هذا ويعتبر الملاحظون أن هذا النجاح غير المسبوق قد كان ثمرة مسيرة طويلة عبر المواسم وامتدادا لتألق عديد الأجيال من اللاعبين الذين شهدت الملاعب التونسية صولاتهم وجولاتتهم وهنا يكفي أن نشير إلى أبرزهم على غرار محمد الطمباري.. هذا الأخير يعتبره أغلب المتابعين لنشاط الجمعية على مر الأعوام أفضل ما أنجبت الجريدة وذلك تحديدا في الستينيات من القرن المنقضي إلى جانب عدد آخر من العناصر التي انتمت إلى عدة فرق من الرابطة الأولى وهنا نذكر على سبيل المثال عباس عباس والميداني الشرفي والياس شيدة (النادي الصفاقسي) وعبد الجليل الغالي وجمال الزابي (النجم الساحلي) وزهير النوري وتوفيق الشابي وصالح طاهر وحسن البرهومي وهشام حمة (قوافل قفصة) فضلا عن الإخوة مخلوف (4 لاعبين) حيث يعد منير من أبرزهم كلاعب ثم مدرب ومدير فني للفريق والأخوين جلال ولطفي القادري فيما لا تزال ذاكرة الأنصار محتفظة بأبرز هداف في تاريخ الجريدة ألا وهو الهادي لحول الذي روع الحراس بأهدافه الحاسمة غير أن الطريف بشأن هذا الهداف أنّه لم يكن بارعا في مغازلة الشباك إلا بالقدمين حيث ظل يتمنى تسجيل ولو هدف واحد بالرأس طيلة مسيرته التي امتدت على أكثر من عشرية كاملة حقق خلالها ما يفوق 100 إصابة.. تاريخ «الجريدة» التليد لم يكتب من عدم وهذا أمر بديهي حيث كانت مساهمة الفنيين واضحة في إكساب وجه ممتاز للفريق لعل من أبرزهم أحمد علية والحبيب شوبة وفتحي بن غانم ولطفي الزواغي (في بداية مسيرته التدريبية).. لائحة المدربين تتضمن بعض الأسماء الأجنبية مثل البلغاري بوريس والألماني موخا الذي انتقل فيما بعد إلى النادي الصفاقسي.. وبطبيعة الحال لم يتسن للجريدة أن تلتحق بمصاف النخبة لولا العطاء اللامشروط والعزيمة التي أبداها اللاعبون خلال الموسم المنقضي وكذلك غيرتهم على ألوان «الجريدة» حيث برهنوا على علو كعبهم وجدارة انتمائهم إلى نادي الكبار فكانوا أبطالا بأتم المعاني.. كيف لا وقد ساهموا في زرع البسمة على شفاه «الجريدية» الذين باتوا يتذوقون كرة القدم مثلما يتذوقون الشعر.. فبرافو للقائد وحامي مرمى الجريدة محرز حسني والهداف مروان طريطر وحمادي حمادي ومنتصر الحفيظي وغيرهم من أبطال الصعود..