الزيارة التي أداها وزير التربية السيد سالم الأبيض صباح امس الأربعاء إلى معهد خير الدين باشا باريانة بمناسبة انطلاق امتحانات البكالوريا وما عقبها من تصريحات تناولتها وسائل الإعلام والمواقع الالكترونية هدأت من روع الكثير من الأولياء الذين خافوا الا تتوفر لأبنائهم الظروف الملائمة ليجتازوا امتحانات الباكالوريا لهذا العام. ولكن الزيارة الفجئية لرئيس الجمهورية المؤقت السيد المنصف المرزوقي ورئيس الحكومة السيد علي العريض إضافة إلى وزير التربية إلى نفس المعهد وفي توقيت حرج بالنسبة للممتحنين كانت محل جدل ذلك انه وان ثمنها البعض وأحسوا بسببها بالأمان وتبدد البعض من خوف الأولياء على حسن سير هذه المناظرة رأى فيها البعض الآخر إحراجا وتوتيرا لنفسيات التلاميذ. ممتحن معلوم الهوية هذا الخوف انتاب التلاميذ وأوليائهم منذ التصريح الذي أدلى به رئيس الجمهورية السيد المنصف المرزوقي حول الحق في ارتداء النقاب في المؤسسات التعليمية وازداد التوتر عندما لم يتم الحسم بصفة نهائية في الموضوع وترك لتقدير المجالس العلمية وإدارات المعاهد اذا خاف الجميع ان يحاول البعض ارتداء النقاب فقط للمناسبة وان ترفض التلميذات المنقبات الكشف عن وجوههن للتأكد من هوياتهن أو أن يعمد بعض الذكور إلى ارتداء النقاب بغاية الغش او توتير أجواء الامتحانات التي تستعد لها العائلات التونسية وتعتبرها مصيرية لأبنائها وترفض ان يتم التلاعب بها او التسبب في ما يعكر صفوها. لقد اكبر الأولياء في وزير التربية السيد سالم الأبيض حرصه على عدم تنغيص المناسبة وتأكيده بخصوص المنقبات على أهمية كشف الوجه والهوية للتلميذة لكي لا تقع عمليات غش بتقمص هوية تلاميذ آخرين، وقوله "نحن نريد أن يكون من يجري الامتحان معلوم الهوية" رغم أننا اعتقدنا ونحن في عام الثورة الثالث أننا قطعنا مع عادة زيارة التلاميذ في أقسام الامتحان لما يمكن ان يسببه لهم ذلك من توتر وإضاعة وقت للعودة إلى التركيز. ثلاثة من كبار المسؤولين لقد تمنينا لو اكتفى رئيس الجمهورية المؤقت الذي أدى زيارة فجئية لمعهد خير الباشا باريانة ورئيس الحكومة المؤقتة ووزير التربية بالوقوف في الساحة وفي مثل هذه الوقفة تكريم للمعهد وللأساتذة والتلاميذ علما بأنه من حق وواجب السيد سالم الأبيض ان يقف بنفسه ويطلع على استعدادات وزارته وعلى ما وفرته من ظروف لإنجاح مناظرة البكالوريا، ويتأكد من نجاح التنسيق بين وزارة التربية والسلط الأمنية والجيش الوطني حرصا على تجنب إمكانية تسريب الامتحانات كما حدث لباكالوريا 2012. من حقه أيضا ان يسال عن ظروف اختبار ذوي الاحتياجات الخصوصية والمساجين والمرضى ولكن خارج القسم مع مراعاة وهو المختص الظروف النفسية للممتحن ولأهله ولما يمكن ان تحدثه زيارة ثلاث من كبار مسؤولي الدولة مجتمعين من توتر للممتحن حتى وان كان هذا التوتر بسبب فرحة اللقاء مع مسؤولي حزبه المفضل. تحييد المعاهد والمدارس تصورنا كذلك انه تم العمل على تحييد المعاهد والمدارس من التجاذبات السياسية والناي بها عن الدعاية السياسية والحملات الانتخابية وهو ما مارسته حركة النهضة أمس في بعض معاهد الجمهورية إذ وزع بعض المنتمين للحركة وبعضهم أساتذة على التلاميذ في بعض أقسام الامتحان نشريات دعاية مغلفة بأدعية النجاح مثل ما حدث بمعهد ثانوي في قلب العاصمة حيث تم توزيع قصاصات زرقاء مفادها أن حركة النهضة ترجو لتلاميذ الباكالوريا التوفيق والنجاح وذلك قبل شروعهم في إنجاز اختبار مادة الفلسفة. ان النجاح والتوفيق من عند الله أولا ولمن يجتهد من التلاميذ ثانيا ولا يمكن ان يكون لقصاصات ونشريات ودعاء حركة النهضة او حزب نداء تونس والجبهة أي دخل فيه وكل ما في الأمر انه يمكن ان يتسبب في خلق مناسبة للتوتر باعتبار التعددية الحزبية التي تعرفها تونس. شكلاطة النهضة وحلوى الجمهوري وإذا كان لا بد من إبداء التعاطف مع تلاميذ البكالوريا (الذين لأغلبهم الحق في التصويت او القادرين على التأثير في أوليائهم يوم الاقتراع) لأنهم يمرون بأوقات عصيبة كظروف الامتحان الذي يكرم المرء فيه او يهان والتي تحدد مصير التلميذ وانتظارات عائلته وحتى لا تدفع الظروف النفسية الصعبة للممتحنين للإحساس بضرورة رد الجميل فانه كان من الأجدر ان توزع حلوى الجمهوري وشكلاطة النهضة على طاولات الممتحنين قبل وصولهم الى مراكز الامتحانات درء لكل الشبهات وسوء التفسير وابتعادا عن الممارسات السياسية المنحطة والتي قد توسوس لبعض الأحزاب بتوزيع "كتب" او "مجلات " او "مناشير" او "علب سجائر" او أي شيء مما يحرص الأولياء على ألا تطالها أيدي الأبناء.