توزر/الصباح محسن بن أحمد: مرة اخرى يكون الجنوبالتونسي قبلة السينمائيين الأجانب الذين شدتهم في هذه الربوع ما تتوفر عليه من طبيعة خلابة وشلالات وخضرة وجبال شامخة وسط كثبان الرمال الممتدة على مساحات شاسعة.. كبيرة. توزر أميرة الجريد التونسي ومنبت المبدعين ومدينة الشابي.. الشاعر التونسي الخالد تحتضن منذ اكثر من شهرين تصوير احداث اول فيلم كندي/سويسري مشترك.. وباشراف تونسي صرف في التنفيذ من خلال المنتج السينمائي المعروف رضا التركي. رحلة «ديبلوماسية» كانت «الصباح» المبادرة بالحديث عن هذا الفيلم في أحد اعدادها السابقة.. ليتجدد اللقاء مع «مدينة الظلال» من خلال رحلة حيث مواقع التصوير حيث تحول وفد اعلامي الى توزر في تنظيم لسفارة الكندا بتونس.. وكان ان تم قضاء يوم كامل بجبال الشبيكة المكان الذي يحتضن تصوير آخر المشاهد من هذا الفيلم قبل الانتقال بداية من الخميس القادم الى مدينة سلقطة بالساحل التونسي لانهاء مختلف مراحل تصوير هذا العمل السينمائي العالمي الجديد. هذه الرحلة كما سبقت الاشارة الى ذلك نظمتها سفارة الكندا بتونس.. فكانت بالتالي رحلة «ديبلوماسية» على اعتبار ان سعادة السيد برونو بيكار السفير الكندي بتونس على رأس هذا الوفد صحبة سعادة سفير سويسرا بتونس. يوم في الشبيكة على مرتفعات وجبال الشبيكة بخضرتها اليانعة ومياهها الرقراقة كان اللقاء مع عدد من مشاهد هذا الفيلم.. وكان اللقاء مع العديد من الممثلين والتقنيين الكنديين والسويسريين الذين جاؤوا تونس لاول مرة. شاحنات عملاقة.. اسلحة.. خيام.. وممثلون من تونس والكندا كلهم حزم وعزم على كسب هذا الرهان السينمائي الجديد تحت متابعة وتوجيه من المخرج الكندي الشاب «كيم نغييان» الذي وان لا يعد غريبا عن تونس.. حيث زارها عديد المرات الا انها المرة الاولى التي يشرف فيها على اخراج فيلم سينمائي طويل في تونس: يقول كيم تغييان: سعادتي كبيرة بان يكون اول فيلم طويل لي من تونس التي احببت فيها طيبة وحسن معشر سكانها وهذا الحب الكبير للسينما». واضاف كيم تغييان: «لقد مكنني هذا الفيلم من توطيد علاقات صداقة مع العديد من التونسيين واكتشفت في المنتج المنفذ لهذا العمل السيد رضا التركي هذا الحماس الكبير لاجل تقديم عمل سينمائي يرقى بالانسان نحو الافضل». وقال مخرج «مدينة الظلال» «اني احيي من خلال فيلم «مدينة الظلال» كل التونسيين الذين شاركوا في هذا العمل بالتمثيل او من التقنيين والادارة على ما تحلوا به من تواضع وحماس ورغبة شديدة لانجاح هذا العمل». من ايطاليا الى تونس وكشف المخرج كيم نغييان ان فيلم «مدينة الظلال» كان في الحسبان تصويره في جنوب ايطاليا.. الا انه تم نصحي بتغيير الوجهة الى تونس لالتقي المنتج المنفذ السينمائي رضا التركي.. واعتقد جازما انني كسبت الكثير من خلال العمل بهذه النصيحة». تونسيون في الفيلم عديدة هي الاسماء السينمائية التونسية المشاركة في الفيلم كممثلين ونجد في مقدمتهم الممثل لطفي العبدلي النجم السينمائي المعروف الى جانب الممثل الكبير لطفي الدزيري وعبد الوهاب الجمني وأيمن مبروك. ويحتل لطفي العبدلي المرتبة الثانية ان صح التعبير في ترتيب الممثلين المشاركين في هذا الفيلم من حيث اهمية الدور.. وفي هذا الشأن يقدم لطفي العبدلي دوره قائلا: «.. أن تجد نفسك الى جانب ممثل في حجم جون مارك بار في عمل سينمائي عالمي فهذا مصدر فخر بالنسبة لي.. واعتقد ان الصدق في العمل الفني هو الاساس في تحقيق النجاح الذي يجلب الجوائز وهذه الاخيرة جلبت لي الادوار الهامة التي من شأنها ان تثري مسيرتي الفنية». يصمت لطفي العبدلي لحظات ليواصل «... انني امارس مهنتي بكل صدق وفي حالة استعداد تام.. والمهم بالنسبة لي كسب الرهان في اي دور أكلف به.. مهما كان حجمه». وكشف لطفي العبدلي «أنا لا أحتفظ بأدواري.. فالممثل المحترف مطالب بالقطع مع الدور بعد تنفيذه حتى يكون على احسن حال مع الدور القادم». وقال لطفي العبدلي متحدثا عن دوره في «مدينة الظلال»: «.. هو دور حارس قرية ورث هذه المهنة عن عائلته.. يكرّس جهده وحياته لمقاومة المستعمر الذي سعى الى السيطرة على القرية ببث شائعة انتشار الوباء».. هذا الدور والكلام للطفي العبدلي سيمكنني من اثراء تجربتي». طبيعة خلابة من ناحيتها بدت صابين كارسنتي الكندية الجنسية وذات الجذور المغربية اكثر مرحا وانشراحا رغم الارهاق الذي ظهر عليها والتي جعلها تستسلم للنوم تحت الشمس الحارقة رغم تنبيه المحيطين بها من خطورة ذلك على صحتها الا انها كانت أكثر اصرارا على تحدي هذه الحرارة على اعتبار حالة الانتشاء الكبيرة التي تعيشها بين احضان الطبيعة الخلابة.. تقول صابين كارسنتي وهي البطلة الرئيسية النسائية في «مدينة الظلال» «أريد ان اعيش لحظات رومانسية بين أحضان هذه الطبيعة الخلاّبة لقد عشقت تونسوجنوبها الرائع». 6 مليارات ل«مدينة الظلال» «مدينة الظلال» الذي تنتهي مختلف مراحل تصويره اواخر هذا الاسبوع خصصت له ميزانية تقدر ب«6 مليارات» من المليمات التونسية وهذا الفيلم ينتظر أن يكون جاهزا للعرض خلال العام القادم وقد كلف السينمائي رضا التركي بتوزيعه في مختلف الدول العربية. وكشف لنا في هذا الاتجاه المنتج رضا التركي في لقاء مطول معه سينشر لاحقا انها المرة الاولى التي يتعامل فيها في الكنديين لتنفيذ فيلم سينمائي في تونس وقد اكتشف فيهم (أي الكندين) التواضع والجدية في العمل وهذا الامر شجعني على التواصل والمواصلة معهم في هذا الشأن».