شب في حدود الساعة الرابعة والربع من مساء أمس الأربعاء حريق هائل بنزل حضر موت بباب بحر بوسط مدينة سوسة، وتصاعدت سحب من الدخان الكثيف في سماء الجهة شوهدت على بعد كيلومترات فيما هرعت شاحنات الحماية المدنية وسيارات الأمن الوطني إلى الموقع للتدخل وسط تجمع مجموعات كبيرة من الأشخاص الفضوليين قرب المكان وتعدد الروايات حول أسباب اندلاع الحريق، وبعد مجهودات كبيرة تواصلت طيلة نحو ساعتين تمكن أعوان الحماية المدنية من إخماد النيران قبل أن يعثروا على جثة إمرأة في الأربعين من عمرها متفحمة داخل النزل فيما تعهدت الوحدات الأمنية لإقليم الشرطة بسوسة بفتح بحث تحقيقي في الغرض حصرت أثناءه الأسباب الحقيقية الأولية للحريق. أطوار الحادثة تفيد بأن النزل شهد منذ مدة أشغال صيانة وتهيئة وأعاد منذ نحو شهر فتح أبوابه واستقبال حرفائه وفي حدود الساعة الرابعة والربع من مساء أمس تفطن بعض الأشخاص لتصاعد دخان من الطابق الأرضي فسارعوا إلى الاتصال بالحماية المدنية وشرطة النجدة، ولكن خلال دقائق قليلة تسربت النيران إلى بقية طوابق النزل وعددها أربعة بسبب وجود ديكور خشبي بالمطبخ وبالاستقبال وانتشرت في كل الغرف دون استثناء.. باشر أعوان الحماية المدنية بسوسة عملية الإطفاء بعد تدخل فريق من الشركة التونسية للكهرباء والغاز لقطع التيار الكهربائي، وسط أنباء عن محاصرة النيران لحريف ليبي الجنسية ومنظفة بالنزل وقد تمكنوا بعد أكثر من ساعتين من المجهودات من السيطرة على النيران بدءا بالطابق السفلي وصولا إلى الطابق الرابع قبل أن يتم العثور على جثة المنظفة محترقة فيما تبين أن الحريف كان خارج النزل ويتابع عمليات الإطفاء( !!) أعوان الأمن الوطني بسوسة الحاضرون على عين المكان قاموا بالمعاينة الموطنية وسجلوا شهادات عدد من الأشخاص حصروا أثناءها الشبهة حول السبب الرئيسي للحريق، ورجحوا أن يكون ناجما عن خلل كهربائي في الشبكة الداخلية للنزل خاصة وأن هناك من تحدث عن إصابته بصعقة حين لمس المصعد، كما أن الشرارة الأولى للنار انطلقت على ما يبدو من العداد الكهربائي، وتبقى هذه الشبهة وقتية في انتظار تقدم الأبحاث وكشف الحقيقة.. حقيقة حريق حوّل في دقائق نزل بقلب جوهرة الساحل كلفته بالمليارات إلى سواد وخراب وتسبب في مصرع إمرأة كانت تجاهد وتكافح من أجل لقمة العيش.